“قسد” تثير توتّراً بين بيروت وأنقرة.. ماذا فعلت ؟!
كشف مصدر دبلوماسي في بيروت لوسائل إعلام قطرية أن وفداً من “قوات سوريا الديمقراطية” زار بيروت والتقى شخصيات سياسية وممثلين عن قوى لبنانية، مما أثار توتراً بين لبنان وتركيا.
المصدر أوضح أن الزيارة وضعت بيروت في موقف محرج أمام تركيا، حيث تدعم أنقرة المؤسسات الرسمية اللبنانية، بما في ذلك الجيش والقوى الأمنية، مشيراً إلى أن الحكومة اللبنانية طلبت من الأجهزة الأمنية تقييد تحركات ونشاطات “قسد” في لبنان.
وكشف المصدر أن ممثلي “قسد” التقوا شخصيات سياسية وإعلامية ومراكز صناعة الرأي، حيث نظموا لقاءات استمرت لساعات حول “حلم الدولة الكردية الكبرى وتحدياتها والظروف المحيطة بها”.
وأضاف أن هناك اعتقاداً رسمياً بأن بعض الأطراف اللبنانية تسهل حركة “قسد” في محاولة للضغط على اللاجئين السوريين من جهة، وعلى تركيا من جهة أخرى.
وبحسب المصدر، ناقش ممثلو “قسد” في بيروت مع الشخصيات السياسية والإعلامية اللبنانية “سردية موحدة” تتمحور حول: التشابه الكبير بين ما يتعرض له الأكراد في سوريا والعراق وتركيا من اضطهاد تركي وعربي، وبين ما يتعرض له اللبنانيون الأرمن من قبل تركيا والعرب عبر العصور، وخطورة الوجود التركي في لبنان والمنطقة”.
وأشار المصدر إلى أن ممثلي “الإدارة الذاتية” في لبنان زاروا الشخصيات السياسية الداعية إلى إعادة اللاجئين السوريين برفقة “المؤتمر الدائم للفيدرالية”، الذي يمثل أقصى توجهات اليمين اللبناني. وعلى الرغم من أن التوجه السياسي لـ”قسد” يُفترض أن يكون في أقصى اليسار القومي الكردي، إلا أن هذا التعاون يعكس تزاوجاً غير متوقع بين التيارين.
تابعونا عبر فيسبوك
وخلال الأشهر الماضية، نشط ممثلو “قسد” ضمن ما يسمى “المؤتمر الدائم للفدرالية”، الذي يرأسه اللبناني ألفريد رياشي، المعادي للوجود السوري في لبنان.
وقد تولى رياشي تأمين مواعيد لممثل “قسد”، عبد السلام أحمد، مع شخصيات ورؤساء أحزاب مسيحية لبنانية، بما في ذلك رئيس حزب “الكتائب” سامي الجميل، والمرشح الرئاسي السابق ميشال معوض.
وقبل أشهر، استقبل وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، عبد الله بوحبيب، ممثل “قسد” في لبنان عبد السلام أحمد، في مقر الوزارة وسط بيروت “الذي تم ترميمه بتمويل من تركيا”، مما أثار احتجاجاً رسمياً من تركيا.
وخلال الاجتماع، عرض ممثل “قسد” مشروعاً اعتبرته أطراف سورية “مشبوهاً”، يتضمن استعداد “قسد” لاستقبال اللاجئين السوريين في مناطق نفوذها شمال شرقي سوريا بإشراف دولي.
يأتي ذلك في ظل تزايد المطالبات في لبنان بترحيل اللاجئين السوريين.
واعتبر مصدر حكومي لبناني أن هذا الطرح “غير جدي” بسبب تحديات عديدة، أهمها صعوبة تنفيذ ذلك جغرافياً، ورفض اللاجئين العودة إلى مناطق غير التي خرجوا منها. بالإضافة إلى ذلك، يخشى اللاجئون من العودة إلى مناطق خاضعة لميليشيات قومية تشابه النظام السوري في طبيعتها القمعية ونظرتها للمكونات الأخرى.
شاهد أيضاً: أمريكا ترفّع سلاح الرّفض مجدّداً بوجه “قسد”.. والسّبب ؟!