أردوغان “جادّ” في لقاء الرّئيس الأسد.. إليكم الأسباب ؟!
يدأب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كل ظهور إعلامي له على تجديد دعوته لنظيره السوري بشار الأسد، لعفد لقاء قمة معه والبدء بإعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة، المسار الذي شهد حراكاً كبيراً خلال الأشهر الماضية.
وكانت العلاقات بين سوريا وتركيا، شهدت منذ عقد من الزمن توترات سياسية وعسكرية، بسبب سياسات أردوغان وتعاطيه مع الأزمة السورية، إضافة لدعم بلاده لـ”المعارضة السورية” سياسياً وعسكرياً، ناهيك عن احتلال القوات التركية لنقاط مختلفة في الشمال السوري.
ورغم أن دعوات أردوغان المتكررة تعكس إلحاحاً ورغبة تركية لتسوية الخلافات مع دمشق، فإنها بالنسبة للحكومة السورية تُعتبر مجرد حملة إعلامية للاستفادة داخلياً، ما لم تترافق مع التزام واضح ومعلن بجدولة انسحاب الجيش التركي من الأراضي السورية، ووقف الدعم الذي تقدمه أنقرة للقصائل المسلحة في إدلب، وعلى رأسها “هيئة تحرير الشام”.
ويرى محللون سياسيون أتراك، أن “أردوغان جاد هذه المرة في إعادة العلاقات مع سوريا، خصوصاً أن هذا التوجه يأتي ضمن تحول سياسي يقوده الرئيس التركي، بعدما أنهى خصومته مع عدد من الدول العربية”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأوضح المحللون، أن “أردوغان هذه المرة جاد في دعوته للقاء الرئيس الأسد، وجاءت هذه الدعوات في سياق تغييره لمواقفه وتراجعه عن الشتائم التي وجهها في السابق للسعودية والإمارات ومصر، وإعادة العلاقات معها، والآن حان وقت إعادة العلاقات مع سوريا”.
بحسب المحللين، فإن “التحول التركي تجاه سوريا يعود لأسباب داخلية وأخرى إقليمية مترابطة”. ومن أبرز الأسباب الداخلية “قضية اللاجئين السوريين”، التي أصبحت تمثل عبئاً كبيراً على أردوغان.
ومن جهة أخرى، “يعود التحول إلى تراجع الوضع الاقتصادي في تركيا، وعدم رضا الشعب التركي عن السياسات الحالية، مما دفع أردوغان للبحث عن حلول، بما في ذلك فتح الطريق التجاري عبر سوريا الذي يربط تركيا بدول الخليج، لما له من مردود اقتصادي كبير”، بحسب رأي المحللين.
أما الأسباب الإقليمية فهي، كما يشير المحللون، “تأتي في سياق إعادة العلاقات مع الدول العربية، إلى جانب المخاوف المرتبطة بالتنظيمات المسلحة التي تدعمها المعارضة السورية والمتواجدة على الحدود التركية-السورية”.
ويعتقد المحللون أن “أردوغان يواجه مشكلة التنظيمات السورية المتطرفة المرتبطة بالمعارضة، والتي تتواجد على الحدود السورية”، مشيرين إلى أن “الدعم لتلك التنظيمات يقتصر على تركيا وقطر”.
وبحسب المحللين، “هذا الدعم أصبح عبئاً مالياً كبيراً، وهناك تخوف من أن تتحول هذه الفصائل إلى تهديد مباشر على تركيا، لذا يسعى أردوغان لحل هذه المشكلة بالتعاون مع دول الخليج”.
وأشار المحللون إلى أن “تركيا تتعرض لضغوط خارجية متزايدة، خاصة في ظل تغيير بعض الدول الأوروبية سياساتها تجاه سوريا، إلى جانب ضغوط من روسيا وإيران لحل أزمة إدلب”.
لكن المحللين يرون أن “أردوغان لا يتجاوب مع هذه الضغوط فقط، بل يسعى لتحقيق مكاسب لتركيا في عمليات إعادة إعمار سوريا في المستقبل”.
ويتفق المحللون مع الموقف السوري، بأن المصالحة وإعادة للعلاقات “لن يتحقق دون انسحاب تركيا من الأراضي السورية”.
وأضاف المحللون، أن “الشعب التركي، بمختلف فئاته ومنظماته، يدعو إلى إعادة العلاقات مع سوريا، مع احترام سيادتها ووحدة أراضيها”.
وأكد المحللون، على أن “السياسات العدائية التي انتهجها أردوغان خلال السنوات الماضية لم تحقق أي فائدة”، مع الإشارة إلى أن اللقاء بين الجانبين “الأسد وأردوغان” سيحدث في نهاية المطاف، مهما استغرق الأمر من وقت.
شاهد أيضاً : الرئيس السوري يعلّق على الهجوم الإيراني ضد “إسرائيل” ؟!