محمد الحسيني.. “أبو رغال” العصر الحديث! (فيديو)
يحرّم القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي، معمّم، يعمم سياسية المملكة، سجله مليء بـ”البلاوي”، خاطب اليهود باللغة العبرية داعياً إياهم للاتحاد. وظهر ضاحكاً بين أحضان حاخام يهودي.
تبنته “العربية” وتقّمص عبر شاشتها شخصية “ليلى عبد اللطيف”. فمن هو أبو رغال العال العصر الحديث الذي أصبح فجأة “دويري العربية”؟!
منذ ثلاثة أشهر لم يفارق شاشة قناة العربية للحديث عن الوضع في لبنان والمنطقة العربية. كرّس كلماته لتوجيه الاتهامات الطائفية نحو مقاتلي جنوب لبنان وإيران. وأطلق سهامه ضد كل من يقف في الخندق المقابل لـ “إسرائيل”.
محمد علي إسماعيل الحسيني، هو رجل دين لبناني من مواليد عام 1974 في الضاحية الجنوبية لبيروت، لم يُعرف الرجل طيلة حياته إلا كرجل دين مقرّب من الحـ.رب في لبنان.
تعرّف “العربية” الحسيني بأنه يشغل منصب الأمين العام للمجلس العربي الإسلامي في لبنان، إلا أن عمليات البحث تؤكد أن رئيس المجلس والعضو الوحيد فيه، حيث لا يظهر أيّ معلومات عن شخصيات دينية تنضوي تحت هذا المجلس، كما أن الموقع الرسمي للحسيني لا ينشر معلومات إلا عن الحسيني وتصريحاته، أي بمعنى خُلِق من العدم، وصنع ليكون مؤثراً بالرأي العام العربي والإسلامي تحديداً.
تابعونا عبر فيسبوك
مشهد رجل معمم من البيئة نفسها يعارض سياسة محددة يسيل لعاب من يرغب في التأثير بالرأي العام.
عام 2012 كانت نقطة التحوّل في حياة الرجل، حيث كُشِف عن اتصالات أجراها مع “الموساد” وعملاء لـ “إسرائيل” في لبنان، فحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة التخابر مع “إسرائيل”.
نفّذ الحسيني الحكم، لكنه اعتبر من رسالة وجهها من خلف القضبان أن الحكم الصادر بحقه سياسي وإرضاءً لإيران التي يعارض سياستها.
لم تكن السنوات الخمس، عابرة في حياة الرجل، لكنها ساهمت في تغذية حقده على ألح.زب وإيران على حدٍ سواء. بعد انقضاء الحكم توجه الحسيني إلى الخليج، وبقي فيها لسنوات، ثم أعلن على نحو مفاجئ حصول على الجنسية السعودية بأمرٍ ملكي عام 2021.
تهمة التخابر مع “إسرائيل” عادت إلى الواجهة مجدداً بعد أن استقبل الحسيني في منزله بأبو ظبي الحاخام اليهودي إيلي عبادي عام 2022، والذي يشغل منصب الحاخام الأكبر للمجلس اليهودي الإماراتي.
بعد ذلك أطلق الحسيني أكثر من دعوة باللغة العبرية إلى الاتحاد والسلام مع اليهود وقال حرفياً “أبناء إسحق ابن إبراهيم دعونا نتحد في السلام والحب”.
كما نشرت منصة “حدشوت بزمان” الإسرائيلية صورة للحسيني في مقر للسفارة الإسرائيلية لم تحدد مكانها ما يؤكد وجود ارتباطات حقيقية بين الرجل و “تل أبيب”.
الناشط اللبناني الطرابلسي ربيع الزين كشف عن فضحية مدوية للحسيني حيث عرض عليه الأخير في العام 2019. مئة ألف دولار أمريكي لإحداث فتنة داخل لبنان. وتحويل الحراك في لبنان إلى دعوة بالمطالبة بتنفيذ القرار 1701، ونزع سلاح الحزب. مؤكداً أنه شخصية “منافقة” وكاذبة تحرض على العنف والفتنة.
خلال ظهوره المتكرر على شاشة العربية “توقع” الحسيني أحداثاً تحولت إلى حقيقة، ولعلّ أبرزها الاغتيال الكبير في الضاحية الجنوبية للبنان.
مراقبون أكدوا أن الرجل يحصل على معلومات استخباراتية من جهات في “الموساد” بحكم العلاقة التاريخية التي تربطه معهم.
ليصبح مصدر ثقة لدى الرأي العام العربي، ويكون قادراً على دس السم الذي تريده “تل أبيب” إلى الجمهور العربي. حتى إن بعض الكتاب وصفوه بأفخاي أدرعي النسخة العربية.
يقول الخبراء في علوم التأثير بالرأي العام، عليك أولاً أن تصنع شخصية ما تخلقها من العدم وتكسبها شرعية، ومن المفيد أن تكون من البيئة ذاتها. تخاطب الجمهور على نحو مباشر لتخلق عبودية فكرية تحول الرأي العام إلى قطيع كامل يردد الرواية نفسها.
هذا ما ينطبق على الحسيني وقناة العربية التي تردد نفس الرواية الإسرائيلية وبذات الأدوات بنسخة كربونية عن ما تقوم به آلة الحرب النفسية والإعلامية داخل كيان العدو.
يقول العالم المصري الراحل عبد الوهاب المسيري، ضمن محاضرة له في التسعينيات “سيأتي صهاينة ليسوا يهودا، بل هم مسلمون، يؤدون دور الصهاينة، يمثلون إسرائيل خير تمثيل، الصهيوني الجديد هو الصهيوني الوظيفي، الذي يصلي العشاء معنا، وهذه مشكلة كبرى، لأنه سيقوم بالوظيفة التي كان يقوم بها الجنرال الإسرائيلي”.
وفي الختام أبو رغال هو “شخصية عربية، توصف بأنها رمز الخيانة، حتى كان ينعت كل خائن عربي بأبي رغال، فهو الذي خان ودل “أبرهة الحبشي” على الكعبة لاحتلالها في عام الفيل، وتحوّل هذا الحدث التاريخي إلى رمز للخيانة.
شاهد أيضاً: متسجدات جديدة بشأن قضية اختطاف قبطان لبناني ؟!