“الضوء الأخضر” الأمريكي قد يدفع روسيا لاستخدام “آلة يوم القيامة” ؟!
“الضوء الأخضر” الأمريكي لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية لضرب العمق الروسي، صعّد التوترات في الشرق الأوروبي بين روسيا ودول “الناتو”، ما دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام لتحديث العقيدة النووية في البلاد.
في حين نددت واشنطن بما وصفته بـ”الخطاب الروسي غير المسؤول”، بعد أن خفف بوتين قواعد بلاده في ما يتصل بشن ضربات نووية. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي لوكالة “فرانس برس”: “هذا هو نفس الخطاب غير المسؤول من جانب روسيا الذي شهدناه خلال العامين الماضيين”.
لا شك أن روسيا تعد من أوائل الدول النووية، لجهة مخزونها من الصواريخ النووية، إلا أن الأخطر في كل ذلك، ما يعرف بنظام “اليد المميتة”.
تابعونا عبر فيسبوك
فما الذي نعرفه عن هذا النظام أو ما يعرف بـ”آلة يوم القيامة” ؟
يمكن لنظام “اليد المميتة”، الذي يعود إلى أيام الحرب الباردة، والذي لم تقر روسيا رسمياً بوجوده، أن يطلق ضربات نووية بالمئات حتى لو تم القضاء على جميع القادة الروس.
ففي حال تمت مهاجمة البلاد نووياً، ولم يحصل أي رد، يفترض هذا النظام أن القيادة الروسية انتهت، صفيت وقتلت فيطلق بالتالي 4000 صاروخ نووي على حلفاء الولايات المتحدة وحلف “الناتو”.
فآلة يوم القيامة، عبارة عن جهاز “افتراضي” من شأنه أن يؤدي تلقائياً إلى التدمير النووي لدولة معتدية، بل حتى انقراض كل أشكال الحياة على الأرض في حالة وقوع هجوم نووي على روسيا.
فقد تطلق هذه الآلة أو النظام تلقائياً في المرحلة الأولى عدداً كبيراً من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات “ICBMs” عندما يكتشف إمكانية حصول هجوم نووي وشيك.
أما في المرحلة الثانية فقد يطلق عدة قنابل نووية حرارية ضد الدولة المعتدية على روسيا.
وكان هذا النظام طور من قبل الفيزيائي النووي الأمريكي هيرمان خان، وتمت مناقشته في كتابه عن الحرب النووية الحرارية 1960.
لكن العديد من النقاد رأوا حينها أن المشكلة الرئيسية في هذا النظام تكمن في أن الحكومة والقادة العسكريين لن يكون لديهم أي سيطرة على الآلة بمجرد تفعيلها.
غير أن خان اعتبر أن هذه هي ميزة هذا النظام الذي يشكل رادعاً لا مثيل له. وأكد أن غياب التدخل البشري من شأنه أن يثير خوفاً أكبر لدى المعتدين المحتملين، ما يقلل من فرص لجوئهم إلى توجيه ضربة نووية في المقام الأول.
تابعونا عبر فيسبوك
على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تقم أبدًا ببناء آلة يوم القيامة هذه، لكن جرت محاكاة لهذا النظام أو الآلة فيما يعرف بعقيدة التدمير المتبادل “MAD”، والتي شكلت أساس الاستراتيجية النووية الأمريكية والسوفيتية في الستينيات والسبعينيات.
إنما عام 1993، أكد خبير أمريكي في شؤون الجيش الروسي أن الاتحاد السوفييتي طور نوعاً من آلة يوم القيامة في أوائل الثمانينيات، وأن الجهاز لا يزال يعمل في روسيا حتى الآن.
كما أكد لاحقاً عدد قليل من المسؤولين السوفييت السابقين وجود هذا النظام، على الرغم من نفي العديد من المسؤولين الآخرين ذلك.
بدوره، نشر الصحافي الأمريكي ديفيد هوفمان، الذي حصل على جائزة بوليتزر للكتب غير الخيالية عام 2010، وثائق سرية ضمن كتابه “اليد الميتة: القصة غير المروية لسباق التسلح في الحرب الباردة وإرثها الخطير”.
شاهد أيضاً : تهديدات بوتين النووية ستكون في مصلحة ترامب.. تقرير يكشف التفاصيل ؟!