هل يفضي اجتماع “أستانا” المرتقب لحل كبير في سوريا ؟!
نقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بأن وزراء خارجية إيران وتركيا وروسيا من المرجح أن يجروا اجتماعاً خلال يومي الـ7 و8 من الشهر الجاري، في إطار عملية أستانا لمناقشة الملف السوري، وذلك على هامش منتدى الدوحة.
التحركات الدبلوماسية الجديدة تأتي على خلفية الهجوم الذي شنّه مسلحو “النصرة” على مناطق مختلفة من الشمال السوري، ما أثار قلق الدول المجاورة، فضلاً عن حراك دبلوماسي روسي وإيراني وتركي “غير مسبوق” في المنطقة.
والسبت الماضي، أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، محادثات هاتفية مع نظيريه التركي والإيراني لبحث التطورات في سوريا، بعد هجوم “هيئة تحرير الشام” على حلب وإدلب وحماة.
وبحث لافروف مع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الوضع في سوريا وعملية آستانا للسلام. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان “عبّر الجانبان عن بالغ قلقهما إزاء التطور الخطير للوضع في سوريا فيما يتعلق بالتصعيد العسكري في محافظتي حلب وإدلب”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأضافت الوزارة أن الوزيرين اتفقا على ضرورة تنسيق الجهود المشتركة للحفاظ على استقرار سوريا.
من جهتها، ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية، السبت الماضي، أن لافروف ونظيره الإيراني عباس عراقجي عبرا، خلال اتصال هاتفي، عن دعمهما لسوريا.
وأضافت وسائل الإعلام أن عراقجي أبلغ لافروف بأن هجمات “النصرة” بسوريا، “جزء من خطة إسرائيلية أمريكية لزعزعة استقرار المنطقة”.
ودعا عراقجي إلى التعاون مع روسيا من أجل التصدي للهجمات الأخيرة التي تشنها “هيئة تحرير الشام” وفصائل حليفة لها في سوريا.
وشدد عراقجي على “ضرورة اليقظة والتعاون” بين إيران وروسيا “لمواجهة الأفعال” التي يقوم بها المسلحون في سوريا، وفق ما أفاد بيان لوزارة الخارجية.
تابعونا عبر فيسبوك
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف وعراقجي أعربا خلال المحادثة الهاتفية “عن قلقهما البالغ إزاء التصعيد الخطير للأوضاع في سوريا”.
وأشار لافروف خلال المحادثة إلى أهمية تكثيف الجهود لتحقيق الاستقرار في سوريا والنظر بشكل عاجل في الوضع بالبلاد في إطار صيغة “أستانا”.
كما التقى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في أنقرة، أمس الاثنين، نظيره التركي هاكان فيدان، بعد يوم من زيارة أخرى قام بها إلى دمشق، على خلفية عملية “ردع العدوان” التي شنّها إرهابيو “النصرة” في الشمال السوري.
وقالت مصادر إيرانية مطلعة، إن عراقجي بحث مع نظيره التركي تطورات الأوضاع في سوريا، وسيطلع تركيا على بعض مخرجات مباحثاته في دمشق، مشيرة إلى أن وزير خارجية إيران سيزور قريباً دولاً مؤثرة أخرى في الملف السوري لبحث التطورات الأخيرة.
وأضافت المصادر أن جولة عراقجي “استكشافية” لمعرفة مواقف دمشق وأنقرة من تطورات الشمال السوري وبحث سبل خفض التصعيد.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني في أنقرة، قال وزير الخارجية التركية هاكان فيدان، إن “سبب التطورات في سوريا هو عدم حل المشاكل القائمة منذ 13 عاماً”، مشيراً إلى أن “الوضع الجديد هو نتاج غياب التفاوض بين الدولة السورية والمعارضة”.
وأكد فيدان، أن بلاده “لا تريد احتدام الحرب الداخلية في سوريا ولا عودة القصف والقتل في سوريا من جديد”، معتبراً أن الأحداث الأخيرة “تؤكد ضرورة الحل السياسي”، مضيفاً “يجب استغلال هذه المرحلة لتحقيق حل سياسي دائم”.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال فيدان: إن الاتصالات مع إيران مستمرة “لتعزيز العلاقات وبحث الأوضاع في المنطقة”، مشدداً على أن “تركيا وإيران ستتعاونان في مكافحة الإرهاب، وعلينا اتباع سياسة واضحة في مكافحة حزب العمال الكردستاني”.
من جهته، قال عراقجي إنه بحث مع فيدان، “سبل تحقيق الاستقرار في سوريا، ونريد الحفاظ على مسار أستانا”، بالإضافة إلى “العلاقات الثنائية وتطورات غزة ولبنان”.
واعترف بوجود اختلافات بين موقفي البلدين تجاه الأحداث في سوريا، قائلاً: “لدينا مصالح ومخاوف مشتركة مع تركيا، ومن الطبيعي أن تكون بيننا خلافات”، مشيراً إلى أنه سيواصل المشاورات “بشأن سوريا مع دول أخرى في المنطقة مثل العراق والسعودية ومصر”. وقال إن “تبعات ظهور المجموعات الإرهابية المجدد في سوريا ستطاول دول جوارها”.
وكان عراقجي قد وصل إلى تركيا الاثنين، بعد زيارة إلى دمشق التقى فيها الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية بسام صباغ.
وقال عراقجي بعد لقائه الرئيس الأسد، إن اللقاء كان جيداً ومهماً للغاية. مضيفاً أن مباحثاته مع الرئيس الأسد “كانت صريحة وودية، وأكدت دعم إيران استقرار سوريا وأمنها في مواجهة الإرهاب”.
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقايي، قد قال: إن هدف زيارة عراقجي إلى دمشق هو “بحث تطورات سوريا من كثب عبر الحوار والتشاور مع كبار المسؤولين السوريين”، مضيفاً أن العلاقات الإيرانية السورية “استراتيجية ووثيقة”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأُعلن في موسكو، الاثنين، أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان تناولت الوضع في سوريا. وأفادت الخدمة الصحافية للكرملين في بيان، بأن الرئيسين أكدا على “أهمية تنسيق الجهود ضمن صيغة أستانا بمشاركة تركيا، لحل الوضع في سوريا”.
وجاء في البيان: “تم الإعراب عن الدعم غير المشروط لتحركات الجيش السوري في سوريا لاستعادة النظام الدستوري والسلامة الإقليمية للبلاد، وتم التأكيد على أهمية تنسيق الجهود في إطار صيغة أستانا بمشاركة تركيا”.
في غضون ذلك، شدد الكرملين على مواصلة دعم الرئيس السوري بشار الأسد، وقال إنه “يدرس خيارات لتحقيق الاستقرار”. وقال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف، إن بلاده “تحلل الوضع في سوريا وستصوغ موقفاً بشأن ما هو مطلوب لتحقيق الاستقرار في الوضع”.
وأوضح بأن موسكو “تواصل اتصالاتها على المستويات المناسبة، وتقوم بتحليل الوضع، وسيتم تشكيل موقف بشأن ما هو مطلوب لتحقيق الاستقرار في الوضع”. وقال الناطق إن روسيا: “تواصل بالطبع دعم الرئيس الأسد وسط تدهور الوضع في سوريا”.
شاهد أيضاً : مقترح تركي لدمشق..هل تفتح المفاوضات أبوابها ؟!