إعادة العلاقات بين سوريا وتركيا.. كيف بدأت وأين وصلت ؟!
منذ عام 2011 والعلاقات بين سوريا وتركيا تعيش حالة من الشد والجذب، وسط خلاف كبير في المواقف بين الدولتين الجارتين، خاصة مع تغيير القيادة التركية لمواقفها تجاه سوريا ووقوفها إلى جانب “المعارضة السورية” إبان الأزمة السورية، مع تعليق كافة الاتفاقيات المبرمة بين دمشق وأنقرة.
لكن محللين أشاروا إلى أنه مع تغير الأوضاع على الأرض لصالح الجيش السوري، وظهور تهديد “النفوذ الكردي” المتزايد في شمال شرق سوريا، بدأت تركيا في مراجعة سياستها تجاه سوريا بدءاً من عام 2016.
ومن أجل منع إنشاء “كيان كردي” على طول حدودها، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية كبيرة في الشمال السوري، حيث تنتشر قواتها حالياً في مناطق مثل إدلب وعفرين ومدينة الباب، وأيضاً في المنطقة الفاصلة بين تل أبيض ورأس العين، بحسب ما أضافه المحللون.
تابعونا عبر فيسبوك
وتبرر أنقرة وجودها العسكري بـ”مكافحة حزب العمال الكردستاني وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة”.
وفي الأعوام الأخيرة، ظهرت إشارات من الجانب التركي تدل على استعدادهم للتفاوض مع دمشق، مما أدى إلى بدء عملية إعادة للعلاقات بين الجانبين.
وفي عام 2022، تم عقد أول لقاء رسمي بين ممثلين من سوريا وتركيا منذ عشر سنوات، أعقبه اجتماع آخر في موسكو ضم وزراء دفاع ورؤساء استخبارات من الطرفين.
وفي عام 2023، عُقد اجتماع آخر في روسيا على مستوى وزراء الخارجية، حيث تحاول موسكو من خلال هذه المحادثات “تعزيز علاقات تركيا وسوريا وكسر العزلة الإقليمية التي تعاني منها سوريا”.
وبحلول صيف 2024، كشف الرئيس التركي أن وزير خارجيته، هاكان فيدان، يعمل على خطة لإعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة.
من جانبها، طالبت سوريا بأن يستند مسار إعادة العلاقات إلى العودة للوضع الذي كان قائماً قبل عام 2011، فيما أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن استعداده للقاء نظيره التركي إذا كان ذلك يخدم المصالح الوطنية السورية.
لكن التحديات ما زالت قائمة، حيث يشير خبراء سياسيون، إلى أن هناك أطرافاً داخل تركيا تفضل الحفاظ على السيطرة العسكرية على شمال سوريا، مثل وزير الدفاع يشار غولر ورئيس المخابرات إبراهيم قالين.
ومع ذلك، في تموز 2024، أشار الرئيس أردوغان إلى إمكانية اتخاذ “خطوات إضافية” لتحقيق السلام في سوريا، مع احتمال دعوة الرئيس السوري بشار الأسد وفلاديمير بوتين إلى اجتماع ثلاثي لدفع عملية إعادة العلاقات قدماً.
من جهة أخرى، قال خبراء إن “إعادة العلاقات تتطلب خطوات من تركيا مثل وقف دعم الجماعات المعارضة وبدء سحب القوات التركية من سوريا”.
وفي آب 2024، أعلن مسؤول روسي عن إنشاء قاعدة عسكرية مشتركة روسية-سورية في عين العرب لدعم مراقبة وقف إطلاق النار. ورحبت تركيا بهذه الخطوة، معتبرةً أنها تُضعف نفوذ “قوات سوريا الديمقراطية”.
وختم محللون سياسيون بأن إعادة العلاقات بين تركيا وسوريا قد تدفع الولايات المتحدة لسحب قواتها من سوريا، وهو ما قد يساهم في تحريك العملية السياسية وتحسين الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد.
شاهد أيضاً : بين الرفض والصمت.. هل تنفذ تركيا عملها العسكري في سوريا ؟!