ماذا تعرف عن العقيدة النووية المحدُّثة التي أقرها بوتين اليوم ؟!
أقر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمرسوم له صدر اليوم الثلاثاء العقيدة النووية المحدثة بعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستهداف صواريخ بعيدة المدى ضد أهداف في الأراضي الروسية.
وجاء في المرسوم الرئاسي أنه “بهدف تحسين سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي “أقرر اعتماد (وثيقة) “أسس سياسة الدولة للاتحاد الروسي في مجال الردع النووي”.
تابعونا عبر فيسبوك
ويدخل المرسوم حيز التنفيذ اعتبارا من تاريخ توقيعه اليوم 19 نوفمبر.
وتؤكد العقيدة النووية الروسية المحدثة أن سياسة الدولة في مجال الردع النووي تحمل طابعا دفاعيا، وأن روسيا تبذل كافة الجهود اللازمة للحد من التهديد النووي، وتنظر إلى الأسلحة النووية كوسيلة للردع ويعتبر استخدامها إجراء اضطرارياً أخيراً.
بنود العقيدة النووية الروسية
تنص العقيدة النووية المحدُّثة أولاَ على أنَّ “ردع العدو المحتمل عن العدوان على روسيا وحلفائها هو أحد أهم أولويات الحكومة”، ثانياً “العدوان على روسيا وحلفائها من قبل دولة غير نووية وبدعم من دولة نووية سيعتبر هجوماَ مشتركاً.
وثالثاَ إمكانية “روسيا استخدام الأسلحة النووية في حالة وجود تهديد خطير للسيادة وسلامة الأراضي لها ولبيلاروس” ومن شروط استخدام الأسلحة النووية أيضاً “إطلاق الصواريخ الباليستية على روسيا”.
وشملت العقيدة الجديدة بنداً يقول أن “توفير الأراضي والموارد للعدوان على روسيا هو أساس لاستخدام الردع النووي ضد مثل هذه الدولة”، كما “يعتبر عدوان أي دولة من التحالف العسكري ضد روسيا أو حلفائها عدواناً من قبل هذا التحالف ككل”.
ووفقاً للعقيدة النووية الجديدة “تحتفظ روسيا بالحق في استخدام الأسلحة النووية رداَ على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضدها أو ضد حلفائها”.
وبالنسبة لاتخاذ قرار استخدام الأسلحة النووية، فالرئيس الروسي هو الوحيد المخّول بذلك، ويمكنه إذا لزم الأمر أن يبلغ الدول الأخرى والمنظمات الدولية عن استعداد روسيا لاستخدامها وقرارها المتخذ بهذا الشأن وكذلك حقيقة استخدام هذه الأسلحة.
وفي ما يلي بعض من بنودها الأخرى:
- “تمارس روسيا الردع النووي ضد الخصم المحتمل وهو مفهوم يشمل الدول والكتل والتحالفات التي تعتبر روسيا خصماً”.
- “تهدف سياسة الدولة بشأن الردع النووي إلى الحفاظ على إمكانات القوات النووية عند مستوى كافٍ للردع النووي”.
- “الإبقاء على حالة عدم اليقين بالنسبة للخصم المحتمل فيما يتعلق بحجم ومكان استخدام الأسلحة النووية يعتبر من مبادئ الردع النووي”.
- “يهدف الردع النووي إلى ضمان إدراك الخصم المحتمل لحتمية الانتقام في حالة العدوان على روسيا”.
- “سياسة الدولة في مجال الردع النووي في الصراع العسكري تضمن وقف الأعمال العدائية بشروط مقبولة لروسيا”.
- “الحفاظ على الجاهزية الدائمة لجزء قوات الردع النووي المخصص للاستخدام يعتبر من مبادئ الردع النووي الروسي”.
- “نشر أنظمة الدفاع الصاروخي في الفضاء من قبل العدو يشكل خطراً يستخدم الردع النووي لتحييده”.
- “مركزية السيطرة على القوات النووية بما فيها تلك المتواجدة خارج الأراضي الروسية تعتبر من مبادئ الردع النووي”.
- “يضمن الردع النووي من خلال وجود قوات ووسائل في القوات المسلحة الروسية قادرة على إلحاق أضرار غير مقبولة بالعدو باستخدام الأسلحة النووية”.
وفي سبتمبر الماضي أوعز بوتين مجلس الأمن الروسي بتكييف سياسة الردع النووي مع المتغيرات الجديدة في الوضع العسكري والسياسي، واقترح تقديم عدد من التوضيحات بشأن شروط استخدام روسيا للأسلحة النووية.
ويأتي توقيع بوتين على المرسوم بشأن تعديل سياسة الردع النووية الروسية بعد يومين على نبأ سماح الرئيس الأمريكي جو بايدن للجيش الأوكراني بشن ضربات باستخدام صواريخ ATACMS بعيدة المدى على عمق الأراضي الروسية.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال الكرملين تعليقاً على توقيع المرسوم الرئاسي بشأن سياسة الردع النووي، إن تحديث العقيدة النووية الروسية كان أمراً ضروريا لجعلها تتماشى مع الوضع السياسي الراهن.
وأضاف أن القوات المسلحة الروسية تتابع عن كثب التقارير حول نية كييف استخدام صواريخ ATACMS أمريكية الصنع، مؤكدا أن مشاركة الغرب في النزاع الأوكراني لن تؤثر على نتيجة العملية العسكرية الخاصة التي ستستمر حتى تحقق أهدافها.
وشدد الكرملين على أن الوثيقة الموقعة بشأن أسس سياسة الدولة في مجال الردع النووي يجب أن تخضع لتحليل عميق داخل روسيا وعلى المستوى الدولي.
شاهد أيضاً: قطر تقول أنَّّ قادة حماس غادروا أراضيها.. وتكشف مكانهم الحالي ؟!