اتصالات ساخنة وجلسة دولية.. حراك سياسي بشأن سوريا ؟!
شهدت المحادثات السياسية حول سوريا أمس الثلاثاء نشاطاً كبيراً، كان أبرزها اتصال “ساخن” بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، قبيل ساعات من انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي لبحث الأوضاع في سوريا وبطلب من دمشق.
فقد قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بيان على منصة “إكس” أمس الثلاثاء، إن “أردوغان ناقش تجدد الصراع في سوريا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي”.
وأضاف المكتب في البيان، أن “أردوغان أبلغ بوتين بدعم تركيا لوحدة الأراضي السورية وسعيها الحثيث للتوصل إلى حل عادل ودائم في سوريا”.
كما أكد أردوغان أيضاً “على أهمية إفساح مجال أكبر للدبلوماسية في المنطقة، وعلى ضرورة انخراط الدولة السورية في عملية للتوصل إلى حل سياسي في البلاد”.
وأوضح أردوغان أن “المسألة الأكثر أهمية في سياق التطورات الأخيرة في سوريا هي ضرورة عدم تعرض المدنيين للأذى”، مشدداً على “ضرورة ألّا تكون سوريا مصدرا لمزيد من عدم الاستقرار”، ولفت إلى أن تركيا “تبذل جهوداً حثيثة لتحقيق الهدوء في البلد الجار”.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال إن تركيا “ستظل متمسكة بموقفها الحازم بشأن القتال ضد حزب العمال الكردستاني وروافدها التي تحاول الاستفادة من المستجدات الأخيرة في سوريا”.
في المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال المحادثة الهاتفية مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إنه يرغب في نهاية “سريعة” للهجوم الذي شنته “النصرة” ومسلحو “الجيش الوطني”.
وقال الكرملين في بيان إن بوتين “شدد على ضرورة إنهاء العدوان الإرهـ.ـابي لجماعات متطرفة على الدولة السورية بسرعة، وتقديم الدعم الكامل لجهود السلطات الشرعية لاستعادة الاستقرار والنظام الدستوري”.
وأشار إلى أن الرئيسين سيبقيان على تواصل “بحثا عن إجراءات تهدف إلى نزع فتيل الأزمة”، وأنهما “شددا على الأهمية المحورية لتنسيق وثيق بين روسيا وتركيا وإيران لإعادة الوضع في سوريا إلى طبيعته”.
وضمن الاتصالات ذاتها، قالت الرئاسة التركية أمس الثلاثاء، إن أردوغان أبلغ رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال اتصال هاتفي أيضاً، بأن “أولوية أنقرة هي إبقاء الهدوء على حدودها وأن حكومة سوريا بحاجة إلى الانخراط في عملية سياسية حقيقية لإنهاء التصعيد في شمال البلاد”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأكدت الرئاسة التركية، على أن “أردوغان قال إن تركيا تتخذ خطوات بما يتسق مع أمنها القومي ومصالحها، لمنع منظمة حزب العمال الكردستاني والتابعين لها من استغلال التطورات، وستتخذ مزيداً من الخطوات”.
وأضافت أن أردوغان قال للسوداني أيضاً خلال الاتصال، إن “تركيا تقدّر سلامة ووحدة أراضي سوريا واستقرارها، وإن أنقرة تريد تجنب سقوط قتلى من المدنيين”.
كما شدد الرئيس التركي وفقاً لبيان الرئاسة التركية، “على أهمية وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وأن أنقرة تشاطر الرأي مع بغداد في هذا الخصوص”.
من جهته، أبلغ السوداني أردوغان بأنّ العراق “لن يقف متفرجاً على التداعيات الخطيرة” لما يحدث في سوريا، حسبما أفاد بيان صادر عن مكتبه.
وأشار البيان إلى أن العراق “سبق أن تضرّر من الإرهـ.ـاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرفة على مناطق في سوريا، ولن يسمح بتكرار ذلك”. وشدد رئيس الحكومة العراقية على “أهمية احترام وحدة سوريا وسيادتها”.
وحسب البيان، فقد تمّ التأكيد خلال الاتصال على “أهمية التنسيق المشترك بين الجانبين، وضرورة دعم الأمن والاستقرار في سوريا، كونه يؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار العراق وجميع بلدان المنطقة”.
تابعونا عبر فيسبوك
الحراك السياسي تبعه جلسة لمجلس الأمن الدولي حول سوريا وبطلب من دمشق، حيث عقدت الجلسة أمس الثلاثاء وشهدت عدة كلمات لمندوبين عن دول عدة أبرزها سوريا وروسيا والصين وأمريكا، كما تخللها سجال كلامي بين المندوبين الروسي والأمريكي.
وقال المندوب الروسي في مجلس الأمن: إن “المنظمة المقيتة المسماة الخوذ البيضاء شوهت سمعة الدولة السورية والمندوب الأمريكي قرر حضور ممثل المنظمة الإرهـ.ـابية جلسة المجلس”، مضيفاً إن “سوريا تواجه هجوماً إرهابياً من هيئة تحرير الشام الإرهابية منذ عام 2020″، وشدد على أنه ورغم الهجوم الكبير الذي شنّته جماعة “النصرة” الإرهابية على حلب “لم يؤيد أي وفد غربي عقد هذه الجلسة”.
وأكد المندوب الروسي على أنه خلال الهجوم “تم القضاء على أكثر من 400 إرهابي وإصابة 600 آخرين والعدو سيهزم مهما كان الدعم المقدم له”، مشدداً على أن “إرهابيي هيئة تحرير الشام سيطروا على أجزاء كبيرة من حلب ويقومون بقصف المناطق المحيطة وقد حذرنا الغرب مراراً من دعم هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية”.
وختم المندوب الروسي كلمته بالقول: إن “السطات الأوكرانية دعمت هجوم الإرهابيين على حلب وزودتهم بالأسلحة، وإن هذا التفاعل بين الإرهابيين الأوكرانيين وإرهابيي هيئة تحرير الشام مدفوع بمشاعر الكراهية لسورية وروسيا”، مشيراً إلى أن “أحداث الأيام الأخيرة في سوريا تظهر بوضوح سياسات الولايات المتحدة وحلفائها ووجودها غير الشرعي في البلاد، مع مواصلة واشنطن دعم التنظيمات الإرهابية في سوريا واحتلال المناطق الغنية بالنفط في شمال شرق البلاد”.
من جانبه ردت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن، بأن واشنطن “أدرجت هيئة تحرير الشام على قوائم الإرهاب”.
تابعونا عبر فيسبوك
المبعوث الدولي لسوريا غير بيدرسون وفي كلمته عبر الفيديو في الجلسة، قال” إن “هجمات التنظيمات المسلحة تطال المنشآت العامة والمستشفيات، وهناك أراض سورية تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام المصنفة إرهـ.ـابية، وما يجري من تصعيد عسكري من الممكن أن يزيد من حركة النزوح”، مشدداً على أن “على الجميع بذل جهد لمكافحة المجموعات المصنفة إرهـ.ـابية”.
بدوره قال المندوب الصيني: “الهجوم الإرهابي الذي نفذته هيئة تحرير الشام والتنظيمات الإرهـ.ـابية الأخرى على حلب قوضت السلام في سوريا وأدت إلى دمار كبير”.
وبدء المندوب السوري قصي الضحّاك في الأمم المتحدة كلمته في جلسة مجلس الأمن بالتنديد باستقبال المجلس لـ”منظمة الخوذ البيضاء”، لأنها مرتبطة بـ”جبهة النصرة”، وأكد على أن “الهجوم الإرهـ.ـابي على شمال سوريا لم يكن ممكناً دون أمر عمليات تركي إسرائيلي مشترك، معتبراً أن “الهجوم انتهاك سافر لمسار أستانا الذي يرعى الحل السياسي للنزاع في سوريا”.
وأشار مندوب سوريا في مجلس الأمن، على أن “الضامن التركي لم يف بتعهداته بموجب اتفاق أستانا”، مؤكداً على أن “من يرعى الإرهـ.ـاب في سوريا يجب أن يعلم أن ذلك سيرتد عليه”، منوهاً إلى أنه “لا أحد يمكنه تصور أي عملية سياسية مع تنظيم الدولة أو النصرة”
من جانبه قال مندوب تركيا في مجلس الأمن: إنه وبـ”دون إطلاق مصالحة وطنية ستبقى سوريا عالقة في حلقة العنف، والحل في سوريا مرتبط بتوافق وطني ينهي الحرب الأهلية”، مشيراً إلى أن “انتهاك اتفاق أستانا أدى لتراجع الأوضاع في سوريا”، مؤكداً على أن لأنقرة “الحق في الدفاع عن أمن تركيا القومي”، داعياً إلى “خفض التصعيد في سوريا”.
شاهد أيضاً : جلسة “ساخنة” لمجلس الأمن حول سوريا..إليك أبرز التفاصيل ؟!