آخر الاخبارشغل شباب

عن ظاهرة «السيلاوي» والشرخ الطبقي والثقافي بين السوريين

قبل يوم كانت شريحة كبيرة من السوريين لم تسمع بالمغني الأردني حسام السيلاوي الذي أحيا مؤخراً حفلاً في مجمع دمر الثقافي بالعاصمة دمشق

بعد الحفل اختلف الأمر كلياً، أصبح السيلاوي الاسم المتداول والمتصدر عبر منشورات “فيسبوك”، وإن اتجه الحديث عنه بأغلبه نحو السلبية.

سادت فكرة شبه جمعية أن المغني لا يستحق كل هذا الاهتمام، مع كل الزخم الذي رافق قدومه إلى بلد خارج من حرب، وغارق في أزمات اقتصادية ومعيشية.

تابعنا عبر فيسبوك

بالمجمل، قد يكون الكلام عن حفلة المغني مجرد لغز زائد، بعد كمّ الكلام عنها، ولكنها عكست في الصميم شرخاً طبقياً وثقافياً، يزداد مع الأيام بين أبناء المجتمع السوري.

فمن ناحية كانت بطاقة الدخول إلى الحفل مسعّرة بـ 200ألف ليرة سورية، بينما متوسط دخل الفرد السوري في القطاع العام، يصل إلى نصف المبلغ تقريباً.

وعليه يمكن مقارنة حالة الانزعاج من عدم حضور الحفل بالنسبة لفئة، مع حالة الغضب لمواطن لم تصله رسالة الغاز منذ أشهر، أو بسبب أنه غير قادر على تأمين ما يكفيه من أساسيات تموينية.

ومن باب الإنصاف، لايمكن لوم من يملك المال لإسعاد نفسه بحفل غنائي في دمشق، خصوصاً أن مظاهر الترف والبذخ في العاصمة السورية لا تقتصر على ذلك، وليس من الصعب ملاحظتها في نواح أخرى.

في اتجاه أخر، وقد يكون الأهم، تشير حفلة المغني إلى حالة شرخ ثقافي بين أجيال السوريين، فأغلب مستمعي الفنان هم من فئة عمرية صغيرة، تمثل جيلاً كاملاً، بدا وكأنه يعيش في كوكب مختلف عن الذي يعيش به باقي الأجيال.

ومثّلت صور الحاضرين للحفل، ومارافقها من حالات انهيار وبكاء صدمة لغالبية المتابعين، فكانت معظم التعليقات مستغربة ومتعجّبة من ردات الفعل على غناء السيلاوي.

قد لا تكون المشكلة في المغني بل في جيل كامل، لا نعرفه ولا نفهمه، ولا أحد قادر على ضبطه بسبب ثورة مواقع التواصل الاجتماعي، وما يُنشر عليها من محتوى.

وربما الاختلاف يكون في أساس الفهم الصحيح لظاهرة المغني الأردني، حيث يبقى السؤال معلّقاً حول حالة الحب المرضي والتعلق الهوسي بأغانيه، رغم انخفاض جودتها من ناحية المضمون والشكل.

شاهد أيضاً: سعد لمجرد في مصر.. فهل نسي المصريون «قضايا الاغتصاب»؟

زر الذهاب إلى الأعلى