منذ اليوم الأول للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حظيت جزيرة “الأفعى” أو “زمييني” الواقعة في شمال غرب البحر الأسود على الاهتمام من الناحية الميدانية.
وفرضت روسيا في بداية الحرب سيطرتها على الجزيرة التي بالكاد تبلغ مساحتها 0.17 كيلو متر مربع، قبل أن تعلن يوم أمس انسحابها من الجزيرة.
وتبرز أهمية الجزيرة لموقعها الاستراتيجي القريب من السواحل الشرقية لكل من أوكرانيا ورومانيا، فهي حتى عام 2009 كانت موضع جدل بين البلدين حول السيادة عليها.
تابعنا عبر فيسبوك
وتعدّ السيطرة على الجزيرة بوابة التأمين ومفتاح التحكم في البحر الأسود، إذ يساعد موقعها في تأمين جميع السفن الحربية والتجارية، كما أنه من خلالها يتم التحكم في الساحل الأوكراني وحركته بالكامل.
انسحاب روسي
يوم أمس أعلنت القوات الروسية انسحابها من الجزيرة، وربط مسؤولون روس الانسحاب بمسألة تصدير الحبوب من أوكرانيا، والتي شكلت هاجساً أممياً، بعد حديث عن احتمالية حدوث نقص وحتى مجاعات في بعض البلدان.
وصدر عن وزارة الدفاع الروسية بيان، قال: “إنه في 30 يونيو، ودليلًا على حسن النية، أنجزت القوات المسلحة الروسية أهدافها في جزيرة الأفعى، وسحبت قواتها الموجودة هناك”.
وأكد المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف في البيان عدم معارضة روسيا لجهود الأمم المتحدة في تأمين ممر إنساني لنقل المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى الأسواق العالمية.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن الانسحاب حرم كييف من إمكانية استخدام وجود القوات الروسية في الجزيرة كذريعة لتحميل روسيا مسؤولية تعثر عملية تصدير الحبوب.
نصر أوكراني
في مقابل بيان وزارة الدفاع الروسية، شكّل خبر الانسحاب من الجزيرة فرصة لأوكرانيا لإعلان “نصر” في معركة، رغم أن قواتها انسحبت من الجزيرة في بداية الحرب دون قتال.
وتداولت وسائل إعلام مساء الخميس تصريحات للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، يعلن فيها السيطرة على جزيرة الأفعى بعد “معارك عنيفة” مع القوات الروسية.
كما تناولت وسائل إعلام غربية خبر الانسحاب، على أنه هزيمة للقوات الروسية، وتقويض لقدرتها في السيطرة على ممرات الشحن الحيوية.
وفي هذا السياق، قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن “انسحاب روسيا من الجزيرة خطوة تمثل انتكاسة لقوات موسكو في الحرب الأوكرانية”.
ورأت الصحيفة أن “هجمات أوكرانية متواصلة” بما في ذلك بأسلحة غربية قوية وصلت حديثاً جعلت من المستحيل على القوات الروسية الاحتفاظ بالجزيرة.
شاهد أيضاً: إذا انتصرت روسيا في أوكرانيا.. ماذا يعني ذلك لـ«الشرق الأوسط» ؟!