عن «الإنزال الأمريكي» في إدلب.. من هو «قرداش» المستهدف في العملية ؟
بقيت عملية الإنزال الأمريكي التي جرت في إدلب أول أمس مشوشة التفاصيل، من ناحية تعدد الروايات حول العملية من ناحية حول سقوط قتلى من القوة الأمريكية عبر صور المروحية المحطمة، ومن ناحية الأسباب التي أدت إلى سقوط ضحايا أطفال ونساء خلال العملية.
ورغم ذلك، فمن المؤكد أن توقيت العملية لا يخرج من سياقه الطبيعي بالنسبة للأمريكيين، فهي أتت بعد أحداث سجن الحسكة، ليظهر الأمريكي بصورة “البطل” الذي يكافح الإرهـ.اب، وذلك بعد تسريبات حتى من قبل “قسد”، تفيد بتسهيل عملية الدواعـ.ش في السجن.
تابعنا على فيسبوك
من ناحية أخرى، جرى تداول معلومات حول مشاركة “هيئة تحرير الشام” المسيطرة في إدلب في العملية، من خلال تأمين المنطقة المحيطة، لأسباب تتعلق بالقضاء على منافس محتمل من جهة، واستمرار الجولاني بمحاولة تعويم نفسه مع هيئته كـ “قوة معتدلة” من جهة ثانية.
وما يؤكد طغيان الحسابات السياسية في العملية الأمريكية، هي “الرمزية” التي يحملها المستهدف، وهو “أبو إبراهيم القرشي” خليفة البغدادي في زعامة تنظيم الدولة، فعملية الاغتيال لن تؤثر على عمل خلايا التنظيم، بل حتى زاد نشاطها منذ أحداث سجن الصناعة بالحسكة،وما رافقها من حديث عن نقل المستسلمين في إلى مناطق البادية السورية.
من هو القرشي ؟
يعدّ القرشي خليفة البغدادي، وكان مرافقه الشخصي عندما تعرضا لغارة جوية من الجيش السوري عام 2017 خلال معارك البوكمال الحدودية مع العراق، والقرشي هو اسمه الحركي، ويدعى في الأصل “أمير محمد سعيد عبد الرحمن المولى” وملقب بـ “حجي عبد الله قرداش”.
ينحدر من أصول تركمانية عراقية في مدينة المحلبية، وفي محاضر استجواب للأمريكيين بعد غزو العراق، تكشف أنه أُلقي القبض عليه عام 2008 لانتمائه إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، ليتمّ الإفراج عنه في وقت لاحق، حيث عاد وانضمّ إلى الجماعة وتسلّم مناصب عديدة فيها، قبل أن يخلُف البغدادي.
بعد العام 2014، كان قرداش أول من استقبل أبا بكر البغدادي في الموصل، ثم تولى بعد ذلك قيادة مناطق شرقي الفرات من العراق وسوريا، ثم تسلم منصب “أمير ديوان الأمن العام”، ثم وزيراً لديوان “الجند”، والدواوين الأربعة عشر الأخرى.
شاهد أيضاً: إدلب.. إنزال أمريكي فهل تمت المهمة بنجاح؟
كما تقول تقارير إن “قرداش” أدار ملف المفاوضات بين “تنظيم الدولة” والحكومة التركية المتعلق بموظفي القنصلية التركية الذين احتجزهم التنظيم في الموصل، حيث قام بنقلهم بنفسه من الموصل إلى أن وصلوا إلى تركيا.
ارتبط قرداش بعلاقة متينة مع البغدادي، امتدت لنحو 13 عاماً، وظهر إلى جانبه في مقطع فيديو بثّه التنظيم في نيسان من العام 2019، وأكدت تقارير الاستخبارات أنه كان يدير التنظيم فعلياً حتى قبل مقتل البغدادي في تشرين الأول من العام 2019، حتى أن الأخير رشحه خليفة بعد موته، وهو ما حصل عندما قامت قوة أمريكية بعملية إنزال في ريف مدينة إدلـب، وقتلت البغدادي، وأصبح أبو إبراهيم الهاشمي القرشي زعيماً للتنظيم.