«ترامب».. المحاولة الخامسة للعودة إلى البيت الأبيض ؟!
مع إعلان “رونالدو ترامب”، ترشحه بشكل رسمي للانتخابات الرئاسية القادمة في العام 2024 فإنه سوف يكون خامس رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يقدم على هذه الخطوة.
وكان “ترامب” قد أعلن، ترشحه للانتخابات الرئاسية مؤكدا أن “عودة” أمريكا تبدأ الآن، وسيخوض “ترامب” السباق للبيت الأبيض للمرة الثالثة.
ويتوقع أن تمهد أوراق “ترامب” التي تم تقديمها أمام هيئة الانتخابات الفدرالية الأمريكية لمعركة قاسية داخل الحزب الجمهوري لنيل بطاقة الترشح للرئاسة.
فكيف كانت حظوظ الرؤساء السابقين من قبله في محاولاتهم العودة للبيت الأبيض؟
كان أول رئيس حاول العودة إلى الحكم بعد خسارته الانتخابات هو، “مارتن فان بورين”، الذي جرى انتخابه رئيسا ثامنا للولايات المتحدة عام 1836 وتولى منصبه في 4 آذار 1837.
ويعتبر “فان بورين” من مؤسسي الحزب الديمقراطي، والذي غير الطريقة التي كانت تدار بها السياسة الأمريكية حتى ذلك الحين.
واستطاع “بورين” بكثير من الدأب والصبر أن يصبح أول رئيس أمريكي من أصل هولندي بالإضافة إلى كونه أول رئيس منتخب من نيويورك.
وخسر “فان بورين” في انتخابات عام 1840 أمام المرشح اليميني “وليام هنري هاريسون”، بيد أنه لم ييأس فرشح نفسه للانتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية في عام 1844، لكنه خسر أمام “جيمس بوك”.
تابعونا عير فيسبوك
وفي انتخابات 1848 ترشح فان بيورين كمرشح عن “حزب الأرض الحرة”، وذلك قبل أن يعود إلى الحزب الديمقراطي.
وأما الرئيس الثاني الذي حاول العودة إلى البيت الأبيض فكان “جروفر كليفلاند”، الذي أضحى الرئيس الوحيد الذي وصل إلى سدة الحكم فترتين غير متتاليتين، وذلك بعد أن خسر الانتخابات أمام “بنيامين هاريسون” قبل يعود عاد للفوز مرة أخرى بعد أربع سنوات، وهو ما يأمل “ترامب” أن يفعله أمام الرئيس الأمريكي الحالي، “جو بايدن”.
وفي عام 1884، يعتبر “جروفر كليفلاند” أول ديمقراطي يفوز بانتخابات الرئاسة الأمريكية منذ العام 1856، منهياً إبعاد حزبه عن السلطة لفترة طويلة.
وفي محاولة لتطهير الحكومة، استخدم “كليفلاند” حق النقض ضد الكثير من التشريعات التي تم تمريرها على مكتبه، إذ رفض أكثر من ضعف عدد القوانين التي استخدمها الرؤساء السابقون. أصبح يُعرف باسم “رئيس الفيتو”.
في عام 1892، عاد “جروفر كليفلاند” ليجلس في المكتب البيضاوي من جديد، ويصبح الرئيس الوحيد الذي خدم لفترات غير متتالية في المنصب.
وأما الرئيس الثالث الذي أراد العودة مجدد إلى البيت الأبيض، فهو “ثيودور روزفلت” والذي أضحى الرئيس السادس والعشرين للولايات المتحدة.
في عام 1901 اغتيل الرئيس “ماكينلي” وأصبح “روزفلت” أصغر رئيس يتولى هذا المنصب على الإطلاق، وقد ختم فترة الرئاسة الأولى بالحيوية التي أبهجت معظم الأمريكيين وبالتالي جرى انتخابه لولاية ثانية في عام 1904.
وفي العام 1912 حاول “روزفلت” الترشح في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في وجه منافسه وصديقه السابق دون أن ينجح في ذلك.
ولاحقا قرر روزفلت الترشح لانتخابات العام 1920 بيد أن المرض لم يرحمه لتفيض روحه في العام 1919.
وأخيرا، ختم “هربرت هوفر” محاولات العودة إلى كرسي الحكم، وتولى “هوفر” الرئاسة في عام 1929، إلا أن الكساد الكبير أفسد برامجه الطموحة، إذا كانت الأحوال الاقتصادية تزداد سوءا كل عام رغم التدخلات الكبيرة التي قام بها في الاقتصاد.
وهُزم “هوفر” هزيمة منكرة في انتخابات عام 1932 من قبل المرشح الديمقراطي “فرانكلين روزفلت”.
وفي عام 1940، بذل هوفر جهودًا متضافرة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، فإن قادة الحزب الجمهوري كانوا مترددين في قبول ترشيحه وفضلوا عليه رجل الأعمال “ويندل ويلكي”، والذي خسر الانتخابات.
العودة إلى البيت الأبيض بعد خسارة الانتخابات هي أمر نادر للغاية في التاريخ الأمريكي، وذلك بغض النظر عن دوافع من سعوا للرجوع إلى كرسي الحكم، وفي حال نجاح “ترامب” فسوف يكون الاستثناء الثاني في تاريخ الرئاسة، وعليه قبل ذلك أن يفوز بترشيح الحزب الجمهوري أولا.
شاهد أيضاً : هل تضمن اجتماع قمة العشرين إدانة روسيا؟