حمّى الإضرابات تجتاح المملكة المتحدة.. والتضخم سيد الموقف!
العديد من البريطانيين، وجدوا صعوبة كبرى للوصول إلى مراكز عملهم، في اليوم الأول من الإضرابات في السكك الحديد بالمملكة المتحدة، وسط تحركات اجتماعية تاريخية بمواجهة الارتفاع الحاد في الأسعار.
وذكر الاتحاد الوطني لعمال السكك الحديد والبحرية والنقل، أن «40 ألفاً من أعضائه العاملين في شبكة السكك الحديد و14 شركة قطارات، تشارك في التحرك الذي يبدأ الثلاثاء ويستمر الأربعاء ثم يُستأنف الجمعة والسبت، فضلاً عن أربعة أيام خلال الشهر القادم»، ومن المتوقع تسيير 20 % فقط من القطارات.
وتتحدث وسائل الإعلام منذ الآن، عن «شتاء استياء» جديد في إشارة إلى الإضرابات الحاشدة التي هزت البلاد في أواخر السبعينات.
وأفاد مكتب الإحصاءات الوطني، عن «خسارة 417 ألف يوم عمل في شهر تشرين الأول وحده بسبب الخلافات الاجتماعية، ما يعد المستوى الأعلى منذ 2011».
تابعونا عبر فيسبوك
ولا يقتصر التحرك على موظفي السكك الحديد بل يشمل عناصر الأمن في قطارات «يوروستار»، التي تسير رحلات إلى أوروبا وعناصر حرس الحدود الذين يكشفون على جوازات السفر في المطارات، ما أرغم الحكومة على التخطيط لنشر عسكريين للقيام بهذه المهام.
كما تطال التحركات قطاع الصحة مع لزوم الممرضات إضراباً غير مسبوق الخميس وفي 20 كانون الأول، تنضم إليه طواقم سيارات الإسعاف، وستشمل الإضرابات أيضاً عدة قطاعات من الإدارة.
ولم يبق القطاع الخاص بمنأى عن هذه التحركات إذ لوحت نقابة «يونايت» بإضراب في شركة «غرين كينغ» للبيرة، التي تملك سلسلة من الحانات والمطاعم، وبأزمة بيرة في الأعياد.
وتتركز كل المطالب على زيادة الأجور في مواجهة تضخم تخطى 11 %، مدفوعاً بالارتفاع الحاد في أسعار الطاقة ولا سيما بعد الحرب الأوكرانية.
وأكد وزير النقل مارك هاربر، أن «الأولوية الاقتصادية الأولى للحكومة هي ضبط التضخم، حتى يتمكن الناس من مواجهة كلفة المعيشة»، مذكراً بأن الحكومة «قدمت دعماً كبيراً للأسر للتعويض عن زيادة أسعار الطاقة».
وتمسك رئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك الذي تراجعت شعبية حكومته في استطلاعات الرأي، بموقف حازم متوعداً بفرض «قوانين جديدة قاسية»، للتصدي لعواقب هذه الإضرابات.
وفي ختام اجتماع أزمة عقدته الحكومة، وبحثت خلاله البلبلة الناجمة في آن عن الطقس والنزاعات الاجتماعية، دعا الوزير أوليفر داودن النقابات إلى «إلغاء الإضرابات والتفاوض مع أرباب العمل»، بدون أن يلقى استجابة.
شاهد أيضاً : «علاقة حب» بين حاكم مصرف لبنان وستيفاني صليبا