آخر الاخباررأس مال

“تريليون دولار”.. أوروبا تدفع فاتورة مواقفها !

أدت الارتفاعات القياسية في أسعار الطاقة، على خلفية الحرب الأوكرانية، في تحميل الدول الأوروبية فاتورة تبلغ قيمتها تريليون دولار، حيث تشهد أسوأ أزمة طاقة منذ عقود.

وقد تستطيع أوروبا عبور هذا الشتاء بأقل الأضرار، في ظل وجود مخزونات كبيرة من الغاز، لكن الأمر الذي سيسري بعدها هو الحاجة لإعادة ملئ احتياطاتها من الغاز، مع الانخفاض الحاد في الإمدادات الروسية أو حتى عدم وجودها، مما سيؤدي إلى حدّة المنافسة على ناقلات الوقود، وارتفاع غير مسبوق في الأسعار.

وحتى مع وجود المزيد من القدرات الخاصة باستيراد الغاز الطبيعي المسال، فإن من المتوقع أن تظل السوق ضيقة حتى عام 2026، عندما تتوفر طاقة إنتاجية إضافية من دول مثل الولايات المتحدة وقطر، وهذا يعني عدم الحصول على أي هدنة من ارتفاع الأسعار، بحسب تقرير وكالات إعلامية.

وفي الوقت الذي كانت فيه الحكومات قادرة على مساعدة الشركات والمستهلكين، على امتصاص الكثير من ضربة لارتفاع الأسعار، بمساعدات تزيد قيمتها على 700 مليار دولار، فإن حالة الطوارئ قد تستمر لسنوات.

تابعونا عبر فيسبوك 

ويأتي ارتفاع أسعار الفائدة دليل محتمل على ان تكون الاقتصادات في حالة ركود بالفعل، وبالتالي فإن الدعم الذي خفف حدة الضربة التي لحقت بملايين الأسر والشركات، يبدو بشكل متزايد أنه لا يمكن مواصلة تحمله في المستقبل، بحسب ما أوردته الوكالات.

وقال مارتن ديفينش مدير في شركة الاستشارات «إس آر إم»: إنه «سيكون الأمر أكثر صعوبة على الحكومات لإدارة هذه الأزمة في العام المقبل».

وقال مراقبون: إن «القدرة المالية الحكومية مستنفدة بالفعل، فحوالي نصف الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لديها ديون تتجاوز حد الكتلة البالغ 60 % من النتاج المحلي الإجمالي».

وتشير تقديرات وكالة بلومبرغ ، إلى أن «ما يقرب من تريليون دولار، هي تكلفة ارتفاع الطاقة على المستهلكين من المنازل والشركات، والتي تم تعويض بعضها من خلال حزم المساعدات».

وفي وقت، قامت الدول الأوروبية بتخزين الغاز، حتى مع الأسعار شبه القياسية، وهو ما ساهم في تخفيف ضغط نقص الإمدادات في الوقت الحالي، لكن كلما ازدادت برودة الطقس فإن منظومة الطاقة الأوروبية ستواجه اختباراً حقيقياً.

ومع نقص المعروض من الغاز، طلبت الحكومات الأوروبية من الشركات والمستهلكين تقليل الاستهلاك، وتمكن الاتحاد الأوروبي من كبح الطلب على الغاز بمقدار 50 مليار متر مكعب هذ العام، لكن المنطقة لا تزال تواجه فجوة محتملة قدرها 27 مليار متر مكعب في 2023، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.

شاهد أيضاً : قطاع النفط الأمريكي.. اتهامات متبادلة بين الشركات والبيت الأبيض!

زر الذهاب إلى الأعلى