آخر الاخباررأس مال

هل تكون الصين البديل النفطي لأوروبا عوضاً عن روسيا؟!

خلال أسابيع، سيدخل الحظر الغربي على شحنات النفط الروسي المنقول بحراً إلى الجانب الأوروبي حيّز التنفيذ، فهل سيكون هناك البديل الذي سيملئ الفراغ الحاصل ويسد الفجوة نتيجة العقوبات الأوروبية على روسيا.

ورغم الحرب الأوكرانية المستمرة، فقد استورد الاتحاد الأوروبي نحو 220 مليون برميل من منتجات الديزل من روسيا العام الماضي، وفقاً لبيانات فورتكسا المحدودة، ويعتبر الوقود أمراً حيوياً لاقتصاد الكتلة، وتشغيل السيارات والشاحنات والسفن ومعدات البناء والتصنيع.

وابتداءً من 5 شباط، سيتم حظر جميع هذه الواردات تقريباً في محاولة لـ”معاقبة” موسكو على الحرب، وإن استبدال هذا القدر من الوقود الروسي يمثل تحدياً كبيراً.

وبالنظر إلى المستقبل، هناك سبب للاعتقاد بأنه يمكن تغطية الإمدادات الروسية المتبقية بالبراميل من مكان آخر.

تابعونا عبر فيسبوك

ومن أكثر الأماكن وضوحاً، حيث يمكن لأوروبا الحصول على المزيد من الديزل هو الشرق الأوسط، لا سيما من البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط، إضافةً لوجود مصافي نفط ضخمة جديدة قادمة، قادرة على ضخ ملايين البراميل من الوقود، كما ووافقت شركة بترول أبو ظبي الوطنية بالفعل على صفقة لتزويد ألمانيا.

الهند والولايات المتحدة، وكلاهما من الموردين على المدى الطويل إلى الاتحاد الأوروبي، كثفتا شحناتهما في الأسابيع الأخيرة، ومن المتوقع أن تنتج مصافي التكرير الأمريكية حجماً قياسياً من نواتج التقطير هذا العام، وهي فئة من الوقود تشمل الديزل المستخدم في الشاحنات والسيارات.

لكن يأتي الخبر الأبرز، كون الصين تعتبر أهم مورد محتمل لإعادة الإمداد، وإن كان بشكل غير مباشر، قد يكون الصين.

قال مارك ويليامز، مدير الأبحاث في شركة  Wood Mackenzie Ltd: سياسة الصين هي العامل الذي يغير قواعد اللعبة، فالبلاد تمتلك مفتاح كل طاقات التكرير الفائضة على مستوى العالم.

وخلال الأشهر الأخيرة زادت شحنات الديزل من الصين بشكل كبير، في حين أن جزءً بسيطاً فقط من هذه الشحنات يبحر على طول الطريق إلى أوروبا، إلا أنها تزيد من الإمدادات الإقليمية، ثم يؤدي ذلك إلى تحرير البراميل من المنتجين الآخرين الذين يمكنهم، من الناحية النظرية، التوجه إلى أوروبا.

وارتفعت حصة تصدير الوقود الأولى للصين لعام 2023 بنسبة 50% تقريباً، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، مما يجعل من غير المحتمل أن تنخفض شحنات الديزل إلى المستويات المنخفضة التي شوهدت في أوائل عام 2022.

وقال ويليامز: إن صادرات الصين من وقود الديزل يمكن أن تتراوح بين 400 ألف و600 ألف برميل يومياً خلال النصف الأول من هذا العام، وهذا حجم مشابه لما قد يخسره الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة حالياً، فيما يتعلق بالتسليم البحري من روسيا.

ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الصين اختارت أحياناً إعطاء الأولوية لبيئتها على الربح من تصدير الوقود، يمكن أن تفعل ذلك مرة أخرى.

شاهد أيضاً : سيناريو الرد الروسي على سقف السعر الغربي لمنتجاتها النفطية!

زر الذهاب إلى الأعلى