لماذا تراجع كيسنجر عن موفقه من انضمام أوكرانيا إلى الناتو؟
تبدّل موقف وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، من معارض لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو”، إلى مؤيد خلال كلمة له عبر الفيديو في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
واعتبر كيسنجر أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا عمل عسكري واعتداء يتوجب الرد عليه من قبل الولايات المتحدة والغربيين، وإن كان ذلك بقبول عضوية أوكرانيا (غير الجاهزة) في الحلف.
تابعونا عبر الفيسبوك
وكان كيسنجر (99 عاماً) الذي يعّد من أتباع “الواقعية السياسية” دعا قبل أشهر إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، حتى لو انطوى ذلك على التسليم ببعض المكاسب العسكرية لروسيا، وضمها أراض أوكرانية تعتبرها موسكو من مسلمات البعد القومي والاستراتيجي للأمن الروسي.
وقال كيسنجر، إن الخط الفاصل بين روسيا وأوكرانيا، يجب أن يعود إلى الوضع السابق، لأن متابعة الحرب بعد تلك النقطة، قد يحولها إلى حرب ليس حول حرية أوكرانيا، ولكن إلى حرب ضد روسيا نفسها.
وذكر كيسنجر علانية لأول مرة، أنه لم يعد هناك مبرراً لبقاء أوكرانيا خارج حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وأن انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي ستكون “نتيجة ملائمة” لما يحدث.
كما أشار كيسنجر إلى أنه من المهم “منع الحرب من أن تصبح حرباً ضد روسيا نفسها” وأيضاً “إعطاء روسيا فرصة للانضمام مجدداً إلى النظام الدولي”.
وفي مقالة نُشرت الشهر الماضي في “ذا سبكتايتر” البريطانية، حذر كيسنجر من أن النزاع في أوكرانيا له أوجه تشابه مع ما حدث في عام 1914، عندما انزلقت القوى العالمية الكبرى “دون قصد” إلى حرب عالمية.
ودعا في مقالته إلى وقف لإطلاق النار تنسحب بموجبه روسيا إلى خطوط ما قبل الاجتياح ولكن ليس أبعد، بحيث تبقى في شرق أوكرانيا وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، بشرط خضوع هذه الأراضي لعملية تفاوضية لاحقة بين الجانبين خلال محادث سلام مفترضة.
ويعتبر انضمام أوكرانيا لحلف “الناتو” من أسباب الحرب القائمة بين موسكو وكييف، حيث تعتبر روسيا تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بمثابة تهديد لأمنها القومي.
شاهد أيضاً لماذا تخّلت تركيا عن الترويج لـ “الإسلام السياسي”؟