هل باتت المصالحة السورية السعودية أمراً واقعاً ؟
بدأ تحوّل المواقف الغربية والعربية نحو سوريا يأخذ منحى أكثر وضوحاً لجهة استعادة العلاقات مع دمشق، سيما بعد تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، التي تحدث فيها عن عمل قائم لإيجاد طريقة للتواصل مع الحكومة السورية. ما أعاد ملف العلاقات السورية السعودية إلى الواجهة مجدداً .
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة “صن يات سين” الصينية، شاهر الشاهر، كشف لـ”كيو ستريت” عن سرّ التحرك السعودي الأخير نحو دمشق.
يرى الشاهر، أن الانفراجات التي بدأت بالتنسيق الأمني ووصلت إلى التنسيق السياسي بين الرياض ودمشق، ناتجة عن اعتبارات عدة، منها داخلية وإقليمية ودولية .
تابعونا عبر الفيسبوك
فعلى الصعيد الداخلي شهدت المملكة العربية السعودية تغّيراً في القيادات المسؤولة عن توتر العلاقات مع سوريا، حيث يلعب اليوم محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ورئيس مجلي الوزراء، دوراً كبيراً في قيادة المملكة، وقد وجد نفسه في الصف الأقرب لحلفاء سوريا ، وهم روسيا والصين.
أما سوريا ، وفق ما ذكر الشاهر، فسياستها الخارجية الحالية تتخلّص في الانفتاح على بعدها العربي ونسيان الماضي، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بينها وبين باقي الدول العربية، شريطة احترام تلك الدول لوحدة سوريا وسلامة أراضيها، واحترام خيارات الشعب السوري.
أستاذ العلاقات الدولية أكد أن البيان المشترك المصري السعودي والذي جاء رداً على التصريحات التركية باجتياح الأراضي السورية، لعب دوراً ايجابياً في إعادة الثقة بين الرياض ودمشق، حيث أعلنت الدولتان موقفاً واضحاً يؤكد على وحدة وسلامة الأراضي السورية.
ورجح الشاهر أن تكون الإمارات العربية المتحدة قد لعبت دوراً في تقريب وجهات النظر بين البلدين.
وحول سياسية سوريا قال الشاهر بأنه “على ما يبدو قد بدأت تغير في سياستها الخارجية، لجهة البحث عن مصالحها وجعلها فوق أي اعتبار، مع احترام العلاقة مع الحلفاء والأصدقاء”.
من هنا وفي ظل ما تعانيه سوريا من أوضاع اقتصادية صعبة فإن التقارب، مع الدول العربية وخاصة المملكة السعودية يشكل أولوية لسوريا في الفترة الحالية والمستقبلية. وفق ما يرى الشاهر.
وعن إعادة الأعمار قال أستاذ العلاقات الدولية : “أعتقد أن الأمور تسير بهذا الاتجاه وأن عودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية هي البداية الحقيقة لمرحلة إعادة الإعمار في سوريا”.
شاهد أيضاً تركيا تبلّغ الفصائل المسلحة في إدلب: «اربطوا الأحزمة» !