بين الإمبراطور الذي يبحث عن مجد مملكته الغابرة و«مبتدئ في السياسة» ظنّ أن القضية تشبه حدود دورٍ درامي كان يلعبه في أحد مسلسلاته، دخلت الأزمة الأوكرانية حدود النار، وسرعان ما تحولت التصريحات السياسية إلى كرة لهب عسكرية، تدحرجت على الجغرافيا الأوكرانية، ووصلت حرارتها إلى 30 دولة منضوية تحت لواء “الناتو”.
زيلينسكي قربان الناتو الجديد في الحرب مع روسيا
في القرن السابع عشر أصبحت أوكرانيا الحالية بمساحتها الجغرافية الشاسعة جزءاً لا يتجزأ من الإمبراطورية الروسية، واستمرت على ذلك حتى باتت أحد المكونات الرئيسية للاتحاد السوفيتي.
عام 1991 تفككت أوكرانيا رسمياً عن الاتحاد السوفيتي، لكنها بقيت تسير في نفس الركب، حتى العام 2004 عندما أطاحت ثورة شعبية بالرئيس بيانوكوفيتش الموالي لروسيا
أوكرانيا ولعنة الجغرافيا
يقول نابليون بونابرات بأن السياسة ابنة الجغرافيا والجغرافيا لا تتبدل…
بمساحة تتجاوز 600 ألف كيلو متر مربع .. جعلتها الأكبر على مستوى أوروبا كلها .. تحولت أوكرانيا إلى حديث العالم .. ومحور الصراع بين الغرب والشرق
بين روسيا التي تعتبرها عمقها الاستراتيجي .. والناتو الذي يعتبرها رأس حربة ضد الحصن الروسي
الصراع لم يكن خارجياً فقط بل كان داخلياً أيضاً
تابعنا على فيسبوك
بين المناطق الشرقية القريبة من روسيا والتي تجد في موسكو حضناً لها .. وبين المناطق الغربية التي ترغب في الخروج من العباءة السوفيتية القديمة والتقرّب من الغرب
هذا الصراع كان في أشده عام 2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إليها، واستمر لسنوات حتى وصول زيلينسكي إلى الحكم عام 2019
الرجل الذي لا يفقه في السياسة شيئاً استغل شعبيته في عالم التمثيل لتحقيق مراده، ونجح في تحويل الدور الذي لعبه في مسلسل “خادم الشعب” كرئيس للبلاد، إلى حقيقة مطلقة
كرة اللهب أصبحت أمراً واقعاً
على رغم من الحشد العسكري الروسي غير المسبوق على الحدود الأوكرانية والتدريبات والمناورات المكثفة، إلا أن موسكو كانت تصرّ على نفي “الغزو” المحتمل،
لكن هذا الأمر لم يدم طويلاً وتحولت المناورات إلى حرب مطلقة
في الثالث والعشرين من شباط الحالي شنت الجيش الروسي هجوماً غير مسبوقاً على القواعد والنقاط العسكرية على كامل الأراضي الأوكرانية، مدمراً البنية التحتية العسكرية الأوكرانية وأي فرصة للمقاومة
والجيش الروسي توغل في عمق أوكرانيا والدبابات الروسية وصلت إلى كييف
ماذا يريد بوتين من الحرب؟
” مستعدون للتفاوض فقط عند تنفيذ شروط بوتين” هو ليس تصريح عابر لوزير الخارجية الروسي بل هدف أساسي تضعه موسكو لعمليتها،
فروسيا تريد منع أوكرانيا من الانضمام إلى الناتو وأن تلغي أية اتفاقيات للتعاون مع العسكري مع الحلف، إضافة إلى تعديل الدستور الذي جرى عند وصول زيلينسكي إلى الحكم والذي يدفع أوكرانيا نحو أحضان الغرب
لذلك يريد بوتين من الناتو تقديم ضمانات أمنية لدفع المخاوف الروسية، وإلا سيكون الحسم بلغة القوة.
تابعنا على فيسبوك
القربان زيلينسكي
“أوكرانيا تركت وحدها في حماية دولتها، والغرب يتحدث فقط عن دعمها” هكذا سخر الرئيس الأوكراني من خذلان الناتو له، وتركه وحيداً في مواجهة الدب الروسي.
الناتو كرر مع فعله في أفغانستان وجورجيا وأوكرانيا عام 2014 لكن زيلينسكي ظن أن الأمر معيه سيكون مختلفاً وهكذا كانت النتيجة “مشهد الدبابات الروسية فايتة على أوكرانيا”
إنها لعنة الغباء، وليست لعنة الجغرافيا يا سادة…
شاهد أيضاً: أين وصلت العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا؟