ماذا بعد انتصار «بوتين» بعمليته العسكرية الخاصة في أوكرانيا؟
توقعت صحيفة واشنطن بوست، حدوث تغيرات جيوسياسية واسعة في أوروبا وآسيا وبأهداف حلف الناتو، إضافةً إلى نهاية النظام العالمي القائم حالياً، بعد هزيمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا.
وأضافت الصحيفة، أن الانتصار سيكون بداية لحقبة تسيطر فيها الصين على تايوان وجنوب شرق آسيا وخلق 3 كتل في العالم (أمريكية، وروسية، وصينية).
وبيّن كاتب المقال روبرت كاغان، أنه عندما يكمل الروس عمليتهم، سيكونون قادرين على نشر قوات برية وجوية وصاروخية في قواعد بغرب أوكرانيا وكذلك في بيلاروسيا، التي أصبحت فعليا وكيلا لروسيا.
ورأى كاغان أن الاستراتيجية الجديدة لروسيا هي فك ارتباط دول البلطيق بالناتو من خلال إثبات أن الحلف لا يمكنه بعد الآن تقديم الحماية لتلك البلدان.
وقال: «مع وجود بولندا والمجر و5 أعضاء آخرين في الناتو يتشاركون الحدود مع روسيا الجديدة الموسعة، فإن قدرة الولايات المتحدة والشمال الأطلسي على الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف سوف تتضاءل بشكل خطير».
تابعنا على فيسبوك
كما توقع الكاتب أن الرئيس الروسي يريد إعادة تأسيس مجال نفوذ روسيا التقليدي في شرق ووسط أوروبا، ويسعى حالياً، على الأقل، إلى تشكيل حلف الناتو من مستويين، حيث لا تنتشر قوات التحالف على أراضي حلف وارسو السابقة، ويسعى أيضا إلى إنشاء “بنية” أمنية أوروبية جديدة مع وجود القوات الروسية على طول الحدود الشرقية للناتو.
ولفت كاغان إلى أن انتصار روسيا على أوكرانيا وعدم مجابهة الولايات المتحدة والغرب عموماً روسيا عسكرياً، قد يشجع الصينَ على اجتياح تايوان والسيطرة عليها لتهيمن في شرق آسيا وغرب المحيط الهادي.
وتابع قائلاً إن «الوقت حان للبدء في تخيل عالم تسيطر فيه روسيا بشكل فعال على جزء كبير من أوروبا الشرقية، وتسيطر الصين على جزء كبير من شرق آسيا وغرب المحيط الهادي».
ومن المرجح أن تعكس مرحلة ما بعد “الغزو” إحياء القوة العسكرية الروسية وتراجع نفوذ أمريكا.
وختم مقاله، باعتبار أن هذه التغيّرات إذا اقترنت بمكاسب للصين في شرق آسيا وغرب المحيط الهادي، فسوف يبشر ذلك بنهاية النظام العالمي الحالي وبداية حقبة من الفوضى والصراع العالميين؛ حيث تتكيف كل منطقة في العالم بشكل متزعزع مع التكوين الجديد للقوة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعطى فجر يوم الخميس الماضي، الأوامر لجيشه بالبدء في عملية عسكرية خاصة في دونباس، “لحماية المدنيين”، معتبراً أنه «لا مفر من المواجهة بين روسيا والقوى القومية في أوكرانيا».
وتحدث بوتين عن نية بلاده من هذه العملية، مشيراً إلى أنها «لا تنوي احتلال أوكرانيا بل تسعى إلى نزع سلاحها النووي».
شاهد أيضاً: أين وصلت العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا؟