العقوبات الأمريكية تزيد أوجاع الزلزال على المنكوبين السوريين
تحدّث الباحث المصري أحمد ماهر أبو جبل، أن العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا بموجب ما يسمى “قانون قيصر”، تحدّ من المساعدات المرسلة من الدول الأخرى للسوريين المتضررين من الكارثة الأخيرة، وتساهم في تعميق المعاناة وتزيد من حالات الألم والتشرد.
وأوضح أبو جبل، أن هناك دولاً غير قادرة على مساعدة السوريين المنكوبين، كي لا تتعرض للعقوبات الأمريكية التي تشمل كل من يقدم دعماً مالياً أو تقنياً أو مادياً أو تكنولوجياً أو غير ذلك للحكومة السورية.
وأضاف أن “هذا يعني أن هذه الدول لا يمكنها تقريباً تقديم أي مساعدات لسوريا، أو أنها تستطيع فقط إرسال المساعدات برياً أو بحرياً، وهو ما قد يستغرق وقتاً طويلاً، بينما من المفروض في مثل هذا الظرف أن تكون هناك إغاثة سريعة عن طريق الطيران كأسرع وسيلة ممكنة”.
ويصعب على الجانب السوري الوصول السريع إلى المساعدات العاجلة بسبب العقوبات الأمريكية.
من جانبه قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن: إنه “يجب عدم تسييس الاستجابة لحالات الطوارئ، ويجب علينا بدلاً من ذلك التركيز على ما هو مطلوب بشكل عاجل للمساعدة”.
تابعونا عبر فيسبوك
وجاءت تصريحات بيدرسن، مع وصول أول قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى مناطق شمال غرب سوريا المنكوبة بالزلزال منذ وقوع الكارثة.
وأكد أبو جبل، أن “العقوبات من المفترض أن تُفرض على الحكومات وليس على الشعوب، لكن بهذه الطريقة فإن الأمريكيين يعاقبون المدنيين والأطفال ويساهمون في قتلهم تحت الأنقاض”، بحسب تصريحه.
وقال أبو جبل: إن “قانون قيصر، الذي يفترض أن يحتوي على جوانب إنسانية، لا يطبق بصورة سليمة أو أنه يفتقر إلى الناحية الإنسانية”.
وأضاف أنه “لا يوجد طيران يساعد على وصول المساعدات إلى سوريا، أو حتى الدعم المالي الذي يساعد في مثل هذه الظروف، فالكل مقيد الآن بسبب قرار الكونغرس الأمريكي ضد سوريا”، في إشارة إلى قانون “قيصر”.
وتساءل أبو جبل “هل من المناسب أن نقسم الإنسانية على حسب الأهواء الأمريكية؟”، متعجباً من التزام منظمات المجتمع المدني الأمريكية والمدافعين عن حقوق الإنسان الصمت تجاه مثل هذا العمل غير الإنساني، والمتحيز الذي أضر بالسوريين المنكوبين.
وقال أبو جبل: “هل يقبلون أن يموت هذا الإنسان الذي يعيش في سوريا لأن هذه الدولة مفروض عليها عقوبات؟”، مؤكداً أن الولايات المتحدة استخدمت “سلاح العقوبات” ضد عدة دول، بيد أنها لم تحقق شيئاً سوى خلق عداوات مع تلك الدول وشعوبها.
وأشار إلى أن “هذه العقوبات صنعت فقط شعوباً ناقمة على السياسة الأمريكية”، مؤكداً أن واشنطن كان بإمكانها استخدام حلول أفضل ووسائل أخرى مع الدول التي تختلف معها، مثل المفاوضات، بدلاً من فرض العقوبات التي تؤثر سلباً على الشعوب.
ولفت أبو جبل، إلى أن وزارة الخزانة الأمريكية أصدرت في وقت متأخر يوم الخميس، “الرخصة العامة 23” بالسماح لجميع العمليات المتعلقة بالإغاثة من الزلزال في سوريا لمدة 180 يوماً، والتي كانت محظورة بموجب أنظمة العقوبات المفروضة على سوريا.
وقال الخبير المصري إن “هناك سوريون ماتوا خلال الوقت الذي ضاع قبل هذه الرخصة، فلا يمكن تعويض شخص قد مات”. مضيفاً أن “ستة أشهر لا تكفي إطلاقاً لإعادة البناء في المناطق المنكوبة في سوريا”، مؤكداً أن “هذه الكارثة أثبتت أن قانون قيصر هذا قانون منقوص لأنه يفتقر إلى الإنسانية”.
شاهد أيضاً : النفط إلى المناطق “المنكوبة” فقط.. ماذا شمل قرار تعليق العقوبات الأمريكية؟