خبراء يكشفون هدف السياسة الاقتصادية الأمريكية في الدول العربية
وجد خبراء لبنانيون، أن السياسات الاقتصادية والسياسية للولايات المتحدة تساهم بشكل كبير في الأزمات المالية، والتي يشهدها معظم الدول العربية، ما سبب في تزايد نسب الفقر في هذا الجزء من العالم.
وفي السياق، قال بيير خوري، اقتصادي وأستاذ في جامعة بيروت العربية، إنه اعتباراً من 2022، رفعت الولايات المتحدة أسعار الفائدة على الودائع لمنع هروب رؤوس الأموال منها.
وأضاف أن القرار الأمريكي أجبر الدول الأخرى، ولاسيما تلك الضعيفة، على زيادة أسعار الفائدة للحفاظ على الودائع في مصارفها، ذلك إلى جانب دفع فوائد أعلى على ديونها الخارجية، ما شكّل ضغوط هائلة على احتياطيات العملة الأجنبية في هذه البلدان.
وأردف قائلاً: “إن معظم الدول العربية تواجه خطراً مالياً، وتعاني بشكل كبير من استنزاف احتياطاتها الأجنبية، والذي تسبب في الانخفاض المتكرر لعملاتها المحلية مقابل الدولار الأمريكي، وهو ما أدى إلى تصاعد التضخم الذي أثر على ميزانيات هذه الدول النامية”.
تابعونا عبر فيسبوك
كما انتقد السياسة النقدية الأمريكية، التي “تثبت أن الولايات المتحدة تدير عملة دولية رئيسية من خلال تبني سياسة صارمة”.
وقال: إن “حجم المسؤولية التي يجب أن تتحملها عملة رئيسية تجاه الدول الأخرى كان غائباً نظراً للسياسة النقدية الجشعة والمتشددة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي”.
ولفت خوري، إلى أن “الولايات المتحدة دعمت نموذجاً اقتصادياً ومالياً ليبرالياً غير مستدام، لأنه يعتمد بشكل أساسي على دفع البلد المنكوب لأزمة اقتصادية، ويشجعه على اقتراض الأموال بالدولار الأمريكي بأسعار فائدة مرتفعة، ما أدى إلى انهياره في 2019″، مردفاً بالقول: “عند انهيار لبنان، استغلت الولايات المتحدة الفرصة وضغطت لخفض التصنيف الائتماني له”.
وذكر “لقد اعترف مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شنكر، بأن الولايات المتحدة قررت فرض العقوبات على مصرف “جمال ترست بنك” اللبناني وكيانات “حـ.ـزب الله” المالية، تزامناً مع خفض التصنيف الائتماني للبنان لتسريع انهيار اقتصاد البلد”.
وقد أعلن مصرف “جمال ترست بنك” في 2019 أن العقوبات الأمريكية التي فُرضت عليه، لاتهامه بتقديم خدمات مصرفية لـ”حـ.ـزب الله”، أجبرته على تصفية نفسه “برغم سلامة وضعه المالي”.
من جهته، اتهم عدنان برجي، مدير المركز الوطني اللبناني للدراسات، الولايات المتحدة بتأجيج الحروب في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحروب المندلعة في سوريا وليبيا والسودان واليمن، مع فرض الحصار على هذه الدول ومنع العلاقات المنتظمة بينها وبين دول العالم.
ورأي برجي، أن أحد الأمثلة المهمة هو “قانون قيصر” الأمريكي الذي يعاقب أي دولة تتعامل مع سوريا، الأمر الذي دفع مصر للتريث بتزويد لبنان بالغاز لتوليد الكهرباء، بعد الاتفاق الرباعي السوري اللبناني الأردني والمصري.
واختتم قائلاً “إن الهدف النهائي للولايات المتحدة، من خلال سياساتها الاقتصادية والسياسية في الشرق الأوسط، هو إعاقة أي تطور اقتصادي أو علمي أو تعليمي في الدول العربية، ما يضعف المنطقة العربية”.
شاهد أيضاً : جو بايدن مطلوب للعدالة.. والسبب؟