70 % من العاملات في قطاع الدولة يترددن لمراكز التجميل أسبوعياً
إغلاق 2000 مركز تجميل في دمشق بسبب الكهرباء والهجرة
«الله جميلٌ يحبُّ الجمال» بهذه العبارة تبرر ليندا ترددها لمركز التجميل في دمشق بشكل أسبوعي.
فذات العشرين من العمر ترى أن «الاهتمام بالجمال ضرورة لابد منها في ظل الظروف الراهنة، حيث تعتقد أن تسريحات شعر جديدة ووضع المكياج يساهم في تحسين وضع النفسية.
تقول لـ”جريدتنا” «أرتاد المركز كل 3 أيام تقريباً أقوم بتغيير تسريحة شعري إضافة لتنظيف بشرتي وتغير لون أظافيري، لأعود إلى المنزل بثقة أكبر في نفسي، هذا ما يفعله أغلب الفتيات في سوريت لأتغلَّب على ظروف الحياة الصعبة بتحسين المظهر وإبراز الجمال».
التجميل للحصول على العريس
استمرار الأزمة الاقتصادية والمعيشية في سوريا وارتفاع أسعار مستحضرات التجميل بشكل مضاعف سبب من أسباب ارتفاع تعرفة القص والمكياج ليبقى اهتمام الفتيات بجمالهنّ من الأولويات، على الرغم من التعرفة الكبيرة لمراكز التجميل.
تقول سوزان مهندسة مدنية لـ “جريدتنا” في مدينة دمشق «أي فتاة ترغب بأن تكون مميزة في مظهرها على أمل إيجاد العريس المناسب للزواج لذلك اختار مركز التجميل الذي يتوفر فيه أقسام مميزة بالمكياج والقص وتصفيف الشعرو تنظيف البشرة».
وبينت أن «الأسعار أصبحت مرتفعة جداً لهذا السبب خصصت مردودها المادي من العمل الإضافي على مراكز التجميل للحفاظ على بشرتها وشعرها».
وتأثرت مراكز التجميل بالأزمة ويجدون صعوبات كبيرة مع انقطاع الكهرباء الذي يجعلهم يعتمدون على المولدات الكهربائية، وهو ما يجعل من ظروف العمل داخل المراكز صعبة، بالإضافة لغلاء أسعار المستحضرات عموماً.
يقول “وسيم” صاحب مركز للتجميل في دمشق لـ “جريدتنا” «تعتمد مهنتنا على الكهرباء بشكل أساسي وهي أكثر الصعوبات التي نواجهها في عملنا ففي كل شهر هناك مصاريف بحدود نصف مليون ليرة سورية تشمل تأمين وقود وزيت للمولدة وإصلاحها في حال تعطلها عن العمل، كما أن الكلفة الكبيرة لشراء وتأمين مواد ومستحضرات التجميل لا تقل شأناً عن مشكلة الكهرباء فأسعار مستحضرات التجميل والأدوات الكهربائية ازدادت أضعافاً مضاعفة عن أسعارها سابقاً، وعلى الرغم من ذلك فهناك إقبال كبير من قبل السيدات».
تابعونا عبر فيسبوك
تعويض الخسائر بالليزر
وهذا ما تؤكِّده لورين صاحبة مركز تجميل في منطقة المزة، فانقطاع الكهرباء لفترات طويلة والمولدات في الكثير من الأوقات لا تتحمل الضغط الكبير ويؤدي ذلك الى أعطال في المولدة، مشيرة أنها تحاول تعويض الخسائر من خلال الخدمات الإضافية التي تستخدمها في المركز مثل جلسات الليزر والتقشير وحقن البوتوكس حيث تبلغ قيمة جلسة الليزر جسم كامل بين 300 الى 500 ألف ليرة أما جلسات الساقين أو قدمين 50 الى 150 ألف ليرة فحين أن تسعيرة البوتكس تختلف بحسب سعر الدولار فهي كحد وسط ما بين 150 – 300ألف ليرة سورية، مبينة أن العديد من الزبائن يترددون لمركز التجميل على أمل دفع المبلغ المترتب عليهم بداية الشهر والبعض الآخر يلجأ إلى الاقتراض بهدف القيام بجلسة الليزر أو حقن البوتكس بشرط أن يتم حجز موعد قبل أسبوع على الأقل نظراً للازدحام خاصة في أوقات العروض التي يقدمها المركز على هذه الجلسات.
70% فتيات من الدخل المحدود
تختلف الأسعار في مراكز التجميل بحسب المنطقة والطبقة الاجتماعية التي يقع بها المركز إضافة لإختلاف مستوى الخدمات التي يقدمها كل مركز، حيث يؤكد الدكتور “أحمد الصالح” اختصاص تجميل بشرة في تصريح لتشرين إلى أن أرخص عملية تجميل ضمن الظروف الراهنة 400 دولار أي ما يعادل المليون المليون وثلاثمئة ليرة سورية.
ويشير دكتور الصالح إلى أن الذين يترددون لمركزه لا يخص ذوي الدخل العالي بل هناك نسبة كبيرة من الفتيات الذين يعملون ضمن القطاع العام والذي يعد دخلهم ضعيف ولا يتناسب مع أسعار التجميل المعاصر، ولكن وكل منهم يتجه إلى المركزالذي يضع أسعاراً تناسب دخله وهم 70% من الفتيات و30% من الشباب.
مراكز تخالف التسعيرة
بدوره، رئيس الجمعية الحرفية للحلاقين “محمد سعيد السعدي”، لفت إلى التخبط الكبير في الأسعار ضمن الظروف الصعبة حيث وصل تجهيز العروس إلى مليون ونصف في بعض المراكز وهذا يعد مخالف للتسعيرة.
وبين في تصريحه لجريدتنا أن «مسؤولية الجمعية هي فقط تسعير “القص والسيشوار وتسريح الشعر” أما باقي الخدمات كالليزر وغيرها فتعود مسؤولية أسعارها لمالكه والتي تعد مخالفة لقوانين في الكثير من المراكز لأن الترخيص الذي يمنح من قبلنا محدود بخدمات معين».
تابعونا عبر فيسبوك
وأشار السعدي، إلى إغلاق نصف مراكز التجميل الحاصلة على ترخيص من الجمعية فمن أصل 4000 مركز مرخص في دمشق وصل اليوم إلى 2000 مركز بسبب ارتفاع أسعار المواد الخاصة بالمهنة وانقطاع التيار الكهربائي والضريبة المالية المفروضة والتي تصل لحدود المليون ليرة شهرياً إضافة لعدم قدرة شركة المحروقات إلى تأمين المازوت للمراكز والسبب الأهم هجرة العاملين بالمهنة للعمل في أربيل والأمارات بشكل كبير.
وتوقع عدم إلتزام المراكز بالتسعيرة الصادرة عن المحافظة بعد إخراج 1600 مركز في دمشق فقط من الدعم مما سينعكس سلباً على عملهم وأسعارهم.
شاهد أيضاً: خطةٌ جديدة للحكومة السورية.. تبدأ بوقف التصدير وتنتهي بـ.. ؟!