بيتزا ومعكرونة بيضاء في مطاعم بريطانيا.. أين ذهبت الطماطم؟!
سلطت صحيفة “الغارديان” البريطانية الضوء في تقرير لها على ما بلغته الأوضاع المعيشية في البلاد، إذ ارتفعت أسعار الطماطم والخضروات لدرجة جعلت فيها معظم الطهاة يقدّمون “البيتزا بدون طماطم”.
وتأتي أزمة الطماطم، كأحد الأوجه المعبرة عن الأوضاع المعيشية الصعبة نسبياً التي تعاني منها بريطانيا، حتى أن الصحيفة دعت إلى الاستعداد لقوائم طعام في المحال الإيطالية بالمملكة المتحدة ذات معكرونة، بصلصة أقل والبيتزا البيضاء بدون الطماطم، ذلك أن هذه المحال إما يتعين عليها رفع الأسعار أو الاستغناء عن الطماطم.
أزمة ارتفاع أسعار الطماطم تحدث عنها بشكل واضح اتحاد الطهاة الإيطاليين في بريطانيا، والذي سلط الضوء على الارتفاعات المتتالية في أسعارها بمختلف أصناف إنتاجها.
وفي هذا السياق، يقول عضو حزب العمال البريطاني مصطفى رجب: إن بريطانيا مرت بثلاث عواصف اقتصادية، أولهم كانت أزمة الخروج من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، ثم جـ.ـائحة “كوفـ.ـيد – 19″، وتلتهما تداعيات الحرب الأوكرانية، مردفاً: “البريطانيون يعانون آثار الثلاث عواصف معاً، ليصل الحال إلى أن هناك صعوبة في الحصول على بعض السلع الرئيسية مثل الطماطم والخيار”.
تابعونا عبر فيسبوك
ويوضح أنه في الميزانية التمهيدية الأخيرة، وعدت الحكومة أن يكون هناك استقرار خلال شهرين، لكن هذا لم يتحقق وأصبح الأمر مجرد وعود، وارتفعت معدلات التضخم، كما تم رفع سعر الفائدة إلى 4%، ما سبب اضطرابات شديدة جداً وقلقاً كبيراً في جميع القطاعات، الأمر الذي دفع إلى تجدد الإضرابات، لأن المرتبات أصبحت لا تكفي الأسر.
ويشير في الوقت نفسه، إلى أن ثمة توقعات تشير إلى ارتفاع تكلفة المعيشة بنسبة 7% خلال العامين المقبلين، في وقت تواجه فيه الحكومة تحديات كبيرة للغاية، مضيفاً: “عندما تسير في شوارع لندن تجد كثيراً من المحال أغلقت أبوابها نتيجة الإفلاس، وهذا دليل على الحالة الاقتصادية”.
من جانبه صندوق النقد الدولي، كان قد أكد أن بريطانيا ستكون الدولة الوحيدة من بين مجموعة السبع التي سيشهد اقتصادها انكماشاً هذا العام، مؤكداً أن أسعار الفائدة والضرائب المرتفعة تجعل التوقعات بالنسبة للمملكة المتحدة “أكثر كآبة”.
وبينما تعد الطماطم من أكثر السلع التي عبرت عن الارتفاع الكبير بالأسعار، تلقي الحكومة البريطانية باللوم على سوء الأحوال الجوية في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا، والذي تسبب في نقص كميات الطماطم ومن ثم ارتفاع أسعارها، إلى جانب أن أسعار الكهرباء المرتفعة أثرت على الطماطم المزروعة في الصوب ببعض البلدان الأوروبية، التي تعتمد عليها بريطانيا مثل هولندا.
من جهته رئيس اتحاد الطهاة الإيطاليين في المملكة المتحدة، إنزو أوليفيري، أكد المعاناة المعيشية، وقال: إنه لا يرى ضوءً في نهاية النفق جراء ارتفاع الأسعار، خصوصاً الخضروات، محذراً من أنه نتيجة ارتفاع التكلفة فإن كثيراً من الشركات، ربما تجد نفسها مضطرة للتوقف عن العمل والإغلاق.
وطبقاً لأوليفييري، فإن بعض المطاعم تحاول التكيف مع هذا الواقع من خلال تقديم قوائم طعام لا تتضمن الطماطم، أو بمعنى أدق تقديم بيتزا ومعكرونة بيضاء، في ظل ارتفاع الأسعار وفي نفس الوقت نقص المعروض.
شاهد أيضاً : الحرب الأوكرانية.. تعرّف على الخاسر الأكبر!