الاجتماع “الخليجي-الإيراني” المرتقب.. هل تهدد الصين الدور الأمريكي في المنطقة؟!
طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة إقليمية في الرياض في كانون الأول الماضي على القادة العرب، فكرة غير مسبوقة، تقضي إلى اجتماع رفيع المستوى لملوك دول الخليج العربي والمسؤولين الإيرانيين في بكين خلال العام الجاري، بحسب مصادر مطلعة.
وكانت طهران أبدت موافقتها على المقترح الصيني بعد أيام من طرحها بالقمة الإقليمية في السعودية.
ويوم الجمعة الماضي، توسطت الصين في اتفاق لاستعادة العلاقات بين إيران والسعودية، بعد سبع سنوات دون علاقات، وقال المطلعون: إن القمة الأوسع بين إيران ومجلس التعاون الخليجي المؤلف من ست دول، والتي لم يتم الإبلاغ عنها من قبل، تمضي قدماً في وقت لاحق من هذا العام.
وتُظهر مبادرة شي الدبلوماسية، أن بكين ترى دوراً مركزياً لها باعتبارها وسيطاً جديداً في الشرق الأوسط، وهي منطقة استراتيجية كانت الولايات المتحدة فيها اللاعب الخارجي الأكثر نفوذاً لعقود، ولم يعد تركيز الصين حصرياً على الطاقة وتدفقات التجارة، ويشير دخول الصين في سياسات المنطقة إلى فصل جديد في المنافسة بين بكين وواشنطن.
تابعونا عبر فيسبوك
الصفقة السعودية الإيرانية، التي تم ترتيبها خلف أبواب مغلقة في بكين الأسبوع الماضي، تتناول بعضاً من أكثر القضايا حساسية بين دولتين، كانتا على طرفي نقيض في صراعات بالوكالة في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ سنوات.
قال مسؤولون من البلدين: إن السعودية وافقت على تخفيف حدة التغطية التلفزيونية الانتقادية لإيران، عبر قناة فضائية إخبارية ناطقة باللغة الفارسية يمولها رجال أعمال سعوديون، واتهمت طهران قناة إيران الدولية بالتحريض للقيام بحركة احتجاجية استمرت لشهور، ووصفها رئيس وكالة المخابرات الإيرانية بأنها “منظمة إرهـ.ـابية”.
ووفقاً لمسؤولين سعوديين وإيرانيين وأمريكيين، وافقت إيران على وقف تشجيع الهجمات عبر الحدود على السعودية من اليمن من قبل الحوثيين المدعومين من إيران، الذين سيطروا على أجزاء من البلاد ويقاتلون ضد تحالف عسكري بقيادة المملكة منذ 2015.
استمرت الهدنة لمدة عام تقريباً، وانخرط الحوثيون والسعوديون في محادثات مباشرة منذ شهور تهدف إلى إنهاء الحرب، وهو أيضاً هدف رئيسي لإدارة بايدن.
وقال جون ألترمان خبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إن الصفقة تسمح للقادة الصينيين “بتطوير تصوراتهم لدورهم العالمي، وهم يقوضون زعم الولايات المتحدة بأن النظام القائم على القواعد بقيادة الولايات المتحدة، هو الخيار الوحيد المسؤول الذي يمكن للحكومات اتخاذه، والطريقة الوحيدة لتعزيز الأمن”.
تابعونا عبر فيسبوك
وليس من المرجح أن يؤدي إعادة فتح السفارات وتجديد العلاقات الدبلوماسية بعد الاجتماع الأخير الى تخفيف التوترات الأمنية على الفور، بعد أن فرقت الرياض وطهران لعقود من الزمن وغذت تنافسهما على الهيمنة الإقليمية.
وكانت هناك محاولات فاشلة عدة لإصلاح العلاقات منذ قطع البلدين العلاقات في عام 2016، بعد اقتحام السفارة السعودية في طهران وسط احتجاجات على إعدام الحكومة السعودية رجل دين شيعي بارز.
وقال مسؤولون أميركيون وسعوديون، إن إيران كانت هذه المرة متحمسة لإبرام صفقة مع أزمة عملة تعصف بالبلاد، مما أدى إلى زعزعة اقتصاد يعاني بالفعل من العقوبات الأمريكية بسبب برنامجها النووي، وبعد شهور من الاحتجاجات ضد حكم “نظام الملالي”.
وهدد الاقتصاد المتدهور بسرعة احتفالات البلاد بالسنة الفارسية الجديدة، لكن العملة الإيرانية، الريال، ارتفعت بأكثر من 10٪ إلى 450 ألف ريال مقابل الدولار الأمريكي يوم السبت، بعد اتفاق يوم الجمعة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع المملكة.
ويقول المسؤولون الإيرانيون: إنهم يتوقعون فوائد اقتصادية من التقارب مع السعودية، في وقت يشهد عزلة سياسية ومالية شديدة.
شاهد أيضاً : الاجتماع الرباعي في موسكو مؤجل.. والسبب؟!