ماذا يعني سقوط «خيرسون» الأوكرانية بيد روسيا؟
مدينة «خيرسون» الأوكرانية في قبضة الجيش الروسي، ماذا يعني سقوط هذه المدينة بيد روسيا؟
«خيرسون» أكبر مدينة أوكرانية تسقط حتى الآن، يتحدث نصف سكانها اللغة الروسية، وتقدر نسبة الأقلية الروسية فيها بنحو 20%.
تعتبر المدينة مركزاً اقتصادياً كبيراً تعتمد عليه أوكرانيا، وتمتلك أكبر ميناء في أوكرانيا لبناء السفن في البحر الأسود.
وإذا تطل «خيرسون» على بحر آزوف والبحر الأسود، يقول خبراء عسكريون إن «سيطرة روسيا على المدينة يعني أنه بات بإمكانها الآن عبور نهر دنيبر الذي يقسم أوكرانيا إلى قسمين، والاتجاه غربا وشمالاً لمهاجمة كييف من الاتجاه الثاني».
المدينة أحد أهم مراكز إعادة إحياء مشروع «نوفوروسيا» التاريخي، وهو المشروع الذي تحدث عنه بوتين بوتيرة متصاعدة منذ عام 2014، وقد قال في ذلك العام: «سوف أذكّركم: هذه نوفوروسيا».
ماهي «نوفوروسيا»؟
كانت أراضي «نوفوروسيا» من خاركوف إلى أوديسا مع شبه جزيرة القرم قد تم احتلالها من قبل الإمبراطورية العثمانية.
يقول المفكر الروسي الكسندر دوغين إن هذه الأراضي كانت مأهولة بالسكان الأصليين لروسيا العظمى أو من قبل القوزاق أصدقاء موسكو، وكلاهما من «روسيا الصغيرة» (أوكرانيا) وتلك التي امتدت إلى جنوب الإمبراطورية الروسية نفسها.
أصبحت نوفوروسيا جزءاً لا يتجزأ من الإمبراطورية الروسية. وفي وقت لاحق، تمت استعادة مناطق أخرى من أوكرانيا.
أدى تفكك الإمبراطورية الروسية بين عامي 1917-1921 إلى إعلان دول مختلفة استقلالها عن موسكو.
تابعونا عبر فيسبوك
لكن البلاشفة أعادوا تدريجياً معظم الأراضي إلى سلطة موسكو، وأصبحت أوكرانيا وبيلاروسيا جزءاً لا يتجزأ من الاتحاد السوفياتي ضمن حدود إدارية بحتة لكل جمهورية داخل الاتحاد.
إذ تم إنشاء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية من فوق كدولة موحدة ذات أيديولوجية شيوعية. فقبل الاتحاد السوفياتي، لم تكن أوكرانيا ولا بيلاروسيا موجودتين كدولتين منفصلتين، إلا في إطار إمارتي.
السيطرة على «خيرسون» والمدن الساحلية الأخرى، تفصل أوكرانيا تماماً عن البحر، ولكن هل يتوقف طموح الجيش الروسي عند «نوفوروسيا» التاريخية؟!
أم إن جميع الأراضي الأوكرانية هدف بوتين الكبير؟
شاهد أيضاً: الجيش الروسي يسيطر على مدينة استراتيجية في أوكرانيا
مادة ذات صلة: «نوفوروسيا».. حلم بوتين التاريخي في أوكرانيا