صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل عرض عربي لدمشق؟!
مع الحديث عن عودة سوريا إلى المسار العربي، كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن خطوات عديدة وجهود حثيثة قام بها جيران دمشق لإخراجها من “العزلة”، ساعين إلى “اصطفاف قوي” في المنطقة، بحسب ما جاء في الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب وأوروبيين، قولهم إنه طُلب من سوريا “الامتثال لمجموعة من المتطلبات مقابل المساعدة وتخفيف العقوبات”، مشيرين إلى أن الدول العربية عرضت على الرئيس السوري بشار الأسد صفقة من شأنها “إعادة العلاقات بين دمشق وكثير من دول المنطقة، وفي الوقت نفسه كبح نفوذ إيران”.
وقال المسؤولون الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، إن “الدول العربية التي شاركت في المحادثات التي قادها الأردن في البداية، اقترحت مساعدات بمليارات الدولارات للمساعدة في إعادة بناء سوريا بعد الحرب التي استمرت 12 عاماً في البلاد، وتعهدت بالضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن دمشق”.
وأضاف المسؤولون أن الحكومة السورية في المقابل، “ستقبل المشاركة مع “المعارضة السياسية السورية”، وتواجد قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين، بالإضافة إلى مطالبة إيران بالتوقف عن توسيع وجودها في البلاد”.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي السياق ذاته، صرحت مصادر مطلعة، بمن في ذلك مستشار للحكومة السورية، بأن المحادثات في مرحلة مبكرة، وأن الرئيس السوري يريد ضمانات قوية بشأن استقبال القوات العربية، وأضافت المصادر، أن الدول الغربية تعمل على عرقلة المناقشات وأنها لم تظهر أي نية لإنهاء العقوبات الصارمة المفروضة على دمشق، دون ذكر موعد أو مكان عقد المحادثات.
وقال المسؤولون للصحيفة الأمريكية، إن الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا أوائل الشهر الماضي أعطى زخماً جديداً للمحادثات، وأضافوا أن “القوة الكبيرة” للمحادثات جاءت من السعودية، وذلك بعدما دعت المملكة الشهر الماضي إلى “إنهاء الوضع الراهن بشأن سوريا لمعالجة أزمتها الإنسانية الطويلة الأمد”.
وقالت الصحيفة: إن “الاتفاق الذي أبرمته السعودية مؤخراً بشأن استعادة العلاقات مع إيران، يشير إلى أن المملكة منفتحة على تعزيز الاصطفاف الجيوسياسي للمنطقة، وإعلاء الوحدة العربية مرة أخرى”.
ورأت الصحيفة أن الانفراج حول سوريا يعد أحد أكثر الأمثلة جرأة على إعادة الاصطفاف الواسع الجارية في الشرق الأوسط، مع تلاشي التوترات التي انبثقت عن “الربيع العربي”.
وذكرت الصحيفة، أنه بعدما علقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا في 2011، ستكون إعادة الاندماج المحتملة لدمشق في المنطقة الأوسع، وإعادة بنائها على جدول أعمال القمة العربية المقبلة في وقت لاحق من العام الجاري، المقرر إجراؤها في المملكة العربية السعودية.
وصرح المسؤولون، بأن هناك تأييداً واسعاً من قبل الدول المشاركة في المحادثات بأن السياسات الدولية التي من شأنها “عزل” سوريا، أثبتت أنها تأتي بنتائج عكسية مع مرور الوقت.
وأشاروا إلى أن دولة الإمارات كانت الداعم الأكبر والأكثر فاعلية فيما يتعلق بإعادة اندماج سوريا.
وجاء ذلك بعدما استضاف الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نظيره السوري العام الماضي في أبوظبي.
كما أرسلت كل من الأردن ومصر وزيري خارجيتهما إلى دمشق في الأسابيع الأخيرة، في أول زيارة دبلوماسية لهما منذ اندلاع الحرب في عام 2011.
شاهد أيضاً : كيف رأى الأسد مستقبل الوجود الروسي في سوريا ؟!