عبد اللهيان في موسكو.. ما أهداف الزيارة الإيرانية؟!
تسطر السياسة الشرق أوسطية ملامح جديدة للمنطقة، ولعل إيران تساهم في تشكيل هذه الملامح نحو حقبة جديدة، وإن ظل بقاء الملفان النووي والسوري كلمة السر فيها.
ووصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء إلى العاصمة الروسية موسكو، بدأها بلقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وكشفت الخارجية الإيرانية الخطوط العريضة لزيارة عبد اللهيان إلى موسكو، أول ملامحها خطة العمل المشتركة والشاملة بشأن الاتفاق النووي ثم الملف السوري.
من جانبها موسكو كانت أكثر وضوحاً، إذ أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أنه في ظل الاتفاق بين السعودية وإيران على استئناف العلاقات، فقد بحث لافروف وعبد اللهيان أيضاً وجهات النظر حول تحسين الوضع في منطقة الشرق الأوسط.
وبالتزامن مع زيارة أمير عبد اللهيان لروسيا، فرضت الحكومة الكندية عقوبات جديدة على مؤسستين وستة مسؤولين في إيران، بسبب انتهاك حقوق الإنسان وإنتاج طائرات مسيرة وصواريخ باليستية.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عقب محادثات مع لافروف: “تعاون طهران وموسكو لا يستهدف أي طرف ولا يشكل تهديدا لأي دولة”.
تابعونا عبر فيسبوك
نبرة التهدئة الإيرانية جاءت رداً على إبداء الولايات المتحدة قلقها من تصاعد مستوى التعاون، لا سيما العسكري بين إيران وروسيا.
وأضاف عبد اللهيان: “نأمل في استكمال اتفاقية التعاون الشامل مع روسيا، وأنا سعيد للغاية لمراجعة مسودة اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا ووضع اللمسات الأخيرة عليها”.
ووفقاً لوزير الخارجية الإيراني، فإنه “في أقل من شهر، ستجري الدائرة القانونية في وزارتي خارجية البلدين المراجعة النهائية لاتفاقية التعاون الاستراتيجي”، مؤكداً أن موسكو تدعم خطة إحياء الاتفاق النووي بين إيران والغرب.
إلا أن إيران تنفي صحة ما تحدثت عن التقارير الإعلامية الأمريكية، موضحة أنها لم تزود روسيا بالسلاح في حرب أوكرانيا، وأنها أعطتها “عددًا من الطائرات بدون طيار” قبل بدء الحرب الأوكرانية شباط 2022.
فيما تؤكد الولايات المتحدة والدول الغربية أن “إيران أكبر داعم عسكري لروسيا في الحرب الأوكرانية، ما جعلها تفرض على طهران موجة عقوبات شديدة وواسعة من قبل الدول الغربية بسبب دعم موسكو بالطائرات المسيرة”.
وكانت الخارجية الأمريكية، أكدت أن جميع الخيارات المتعلقة ببرنامج إيران النووي مطروحة على الطاولة، لكن خطة العمل الشاملة المشتركة ليست من بينها.
لكن من ناحية أخرى، وعلى الرغم من كل الأدلة والمعلومات التي تنشرها دول مختلفة حول صفقة الأسلحة هذه بين إيران وروسيا، لم يقبل قادة طهران تصريحات إرسال طائرات بدون طيار وأسلحة عسكرية إلى موسكو.
من جانبها وصفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التقارير التي تحدثت عن تعاون سيبراني وعسكري بين إيران وروسيا بأنها “مثيرة للقلق”.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن موسكو تدعو إلى استئناف القرار الأممي الخاص بالاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015.
بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني إن “المحادثات كانت مثمرة وتطرقنا إلى المسائل السياسية والأمنية والتجارية والاقتصادية وغيرها”، مضيفاً: “قدّمت إيران 49 وثيقة إلى منظمة شنغهاي للتعاون خلال قمتها المقبلة”.
شاهد أيضاً : قمة الرياض.. ما هي أبرز الملفات المرتقبة للجامعة العربية؟!