تونس المحطة القادمة.. ما هدف جولة وزير الخارجية السوري؟!
تناغماً مع التحركات العربية الهادفة إلى كسب تأييد عربي شامل لعودة سريعة لسوريا إلى مقعدها في الجامعة، وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يقوم بزيارات واتصالات مكثفة مع وإلى دول عربية عدّة.
وتأتي هذه الاتصالات بعد أن قادت دولة الإمارات العربية المتحدة جهود إعادة سوريا إلى الحضن العربي، حيث زار الرئيس السوري بشار الأسد أبوظبي مرتين للقاء الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الأولى العام الماضي، والثانية الشهر الماضي.
وبعد كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا سوريا شباط الماضي، قادت دولة الإمارات الجهود الإنسانية للإغاثة وتقديم المساعدات للبلدين في إطار عملية “الفارس الشهم 2″، كما زار الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي دمشق، للإعراب عن تضامن الإمارات مع سوريا ووقوفها إلى جانبها في تلك الكارثة الإنسانية.
وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، قام بنشاط مكثف خلال الفترة الماضية، شمل زيارة لعدة دول عربية، كان آخرها السعودية، التي استضافت اجتماعاً عربياً تشاورياً عقد بمدينة جدة السعودية، بحضور وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن والعراق ودول مجلس التعاون الخليجي لبحث الملف السوري.
المقداد حل بالجزائر أمس السبت، في زيارة ينقل خلالها رسالة من الرئيس الأسد إلى نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لجامعة الدول العربية.
تابعونا عبر فيسبوك
وكان في استقبال المقداد نظيره الجزائري أحمد عطاف، بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة، حيث حظي الضيف باستقبال اتسم بالحفاوة، وهو ما انعكس على مجريات الزيارة.
وأشاد وزير الخارجية السوري، في تصريحات صحفية عقب وصوله للجزائر، بمستوى العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين.
وأضاف أن زيارته تهدف للتعبير عن امتنان سوريا لوقوف الجزائر، بجوارها في كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في شباط الماضي، حيث أرسلت الجزائر فريق إنقاذ للمساعدة في أعمال الإغاثة.
المقداد كشف أنه يحمل رسالة من الرئيس الأسد إلى نظيره الجزائري تبون، الذي من المقرر أن يلتقيه في وقت لاحق اليوم الأحد، مؤكداً أن المشاورات بين الجانبين حول كافة التطورات في المنطقة والعالم لم تنقطع.
وأشار المقداد إلى أنه سيجري مباحثات مع القيادة الجزائرية، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين الشقيقين وسبل تطويرها، كما سيبحث الجانبان آخر المستجدات والتطورات على الساحتين العربية والدولية وتنسيق المواقف بين البلدين.
وأعرب المقداد عن تفاؤل بلاده على الرغم من كل التحديات والصعوبات، وقال إن “سوريا تحارب اليوم الإرهـ.ـاب الذي استهدفها، كما استهدف بالأمس الجزائر خلال العشرية السوداء”.
وحاولت الجزائر قبل القمة العربية التي استضافتها في تشرين الثاني الماضي إعادة سوريا إلى مقعدها العربي، إلا أن تلك الخطوة لم تحظ بتوافق عربي في ذلك الوقت، مما أدى إلى اعتذار الرئيس السوري بشار الأسد عن حضور وفد بلاده لفعاليات القمة.
وعقب زيارته للجزائر سيتوجه وزير الخارجية السوري إلى تونس غداً الإثنين، بحسب بيان لوزارة الخارجية التونسية، والتي تأتي تلبية لدعوة رسمية من نظيره التونسي نبيل عمار، وتهدف لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، التي شهدت مؤخراً دفعة قوية.
وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، الأسبوع الماضي، رفع درجة التمثيل الدبلوماسي لبلاده بسوريا إلى درجة السفير، وهو ما وافقت عليه دمشق فوراً، وردت بإعادة فتح سفارتها بتونس، وتعيين سفير على رأسها.
وتعزز زيارة المقداد لتونس والجزائر انفتاح دمشق على العالم العربي بعد عزلة دامت منذ 2011، وهو ما يأتي نتيجة جهود عربية مستمرة بهدف إنهاء العزلة العربية لسوريا، وإعادتها لمحيطها العربي، لتمكينها استعادة دورها المحوري، في إطار سياسة تصفير المشكلات.
شاهد أيضاً : شرط مغربي “غريب” لإعادة الاتصال بدمشق!