ماذا ينتظر “صراع السلطة” الدائر في السودان؟
لليوم الثالث على التوالي يدخل الصراع السوداني مع ارتفاع منسوب القلق الخارجي والداخلي من ازدياد أعداد القتلى، وسط انتظار حذر لوساطات توقف نزيف الدم المسال.
الاشتباكات التي اندلعت السبت بين الجيش وقوات الدعم السريع، سرعان من امتد لهيبها إلى مدن ومناطق مختلفة داخل البلاد، مخلفة حتى اليوم قرابة 100 قتيل وعشرات الجرحى.
ويتركز جزء كبير من الصراع بين الطرفين في العاصمة الخرطوم، حيث يوجد مقر قيادة الجيش والقصر الرئاسي.
وخلال عطلة الأسبوع، وردت أنباء عن معارك على بعد مئات الأميال في مدينة بورتسودان الشرقية ومنطقة دارفور الغربية.
ومنذ ساعات الصباح الأولى من اليوم الإثنين، تُسمع قذائف الهاون والمدفعية في أنحاء متفرقة من العاصمة، مع اشتداد القتال بعد ساعات الفجر.
في هذه الأثناء، أفادت مصادر مطلّعة، أن الضربات الجوية زادت حول مطار الخرطوم ومواقع تابعة للجيش السوداني.
تابعونا عبر فيسبوك
وكان مطار الخرطوم الدولي أحد مسارح القتال في نهاية الأسبوع، حيث شوهدت، أمس الأحد، عدة طائرات متضررة ومشتعلة.
وأعلنت قوات “الدعم السريع” سيطرتها على المطار، بالإضافة إلى العديد من المباني الحكومية الأخرى في العاصمة، وهو ما ينفيه الجيش الذي يتحدث هو الآخر عن بنك من الأهداف يسيطر عليها.
من جهتها، حذرت لجان المقاومة المحلية، المدنيين من البقاء في منازلهم، حيث عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بمناشدات مواطنين تحدثوا عن حصار داخل منازلهم جراء إطلاق النار الكثيف بين الأطراف المتصارعة، ناهيك عن الانفجارات التي تسمع بين الفينة والأخرى.
الحالة المتفاقمة من الصراع الدائر في الخرطوم، وضعت الدول والمنظمات الدولية والإقليمية في حالة تأهب قصوى، حيث أوقف برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة مؤقتاً جميع العمليات في السودان، بعد مقتل ثلاثة موظفين في اشتباكات يوم السبت.
وقالت وكالة الإغاثة الدولية في بيان لها، إن “الأمم المتحدة ومنشآت إنسانية أخرى في دارفور تعرضت للنهب، بينما تعرضت طائرة يديرها برنامج الأغذية العالمي لأضرار بالغة جراء إطلاق النار في الخرطوم، مما أعاق قدرة البرنامج على نقل المساعدات والعاملين داخل البلاد”.
بدورها، قالت سفارة الولايات المتحدة في السودان: إنه “لا توجد خطط لإجلاء بتنسيق حكومي حتى الآن للأمريكيين في البلاد، مستشهدة بإغلاق مطار الخرطوم”.
تابعونا عبر فيسبوك
لكنها نصحت المواطنين الأمريكيين بالبقاء في منازلهم، مشيرة إلى أنها ستصدر إعلاناً “إذا أصبح إجلاء المواطنين الأمريكيين العاديين ضرورياً”.
قائد الجيش عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”، القائدان اللذان عملا معاً للإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير في عام 2019 ، ولعبا دوراً مهما في إنهاء اتفاق تقاسم السلطة بين الجماعات العسكرية والمدنية، عام ٢٠٢١، ومنذ ذلك الحين، يتولى الجيش مسؤولية السودان، برئاسة البرهان وحميدتي.
لكن المحادثات الأخيرة أدت إلى حدوث تصدعات في التحالف بين الزعيمين العسكريين، وسعت المفاوضات إلى دمج قوات الدعم السريع في جيش البلاد، كجزء من الجهود المبذولة للانتقال إلى الحكم المدني.
وشكلت نقاط الخلاف، الجدول الزمني لدمج “الدعم السريع”، والمكانة الممنوحة لضباط هذه القوة في التسلسل الهرمي المستقبلي، وما إذا كان ينبغي أن تكون هذه القوات تحت قيادة قائد الجيش، بحسب مصادر مطلعة.
وأثارت الاشتباكات الجديدة دعوات واسعة النطاق للسلام والمفاوضات، وحذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، في مؤتمر صحفي، يوم الأحد، من أن البلاد قد تدخل في حرب أهلية.
كما دعا اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية، إلى وقف فوري للقتال في السودان، عارضاً الوساطة لحل الأزمة الدائرة.
شاهد أيضاً : رسالة من الرئيس الأسد إلى الرئيس الجزائري.. ماذا تضمنت ؟