إمبراطورية أمريكا تحت التهديد.. كيف يبدو العالم بعد سنوات ؟!
كشف تقرير على موقع “UNHERD” البريطاني، عن تراجع الإمبراطورية الأمريكية بعد صعودها تاريخياً، منوهاً إن على الولايات المتحدة وحلفائها الاستعداد لبضعة عقود من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المؤلمة.
وتحدّث المقال، عن نشأة وصعود إمبراطورية أمريكا، التي يعيش فيها الآن نحو 5 % من الجنس البشري، في أعقاب انهيار الإمبراطورية البريطانية والإسبانية.
لكن بحسب وجهة نظر كاتب المقال، فإنّ صعود الإمبراطورية الأمريكية “لن يدوم”، على عكس ما قاله يوشيهيرو فرانسيس فوكوياما وهو عالم وفيلسوف واقتصادي سياسي أمريكي، إنّ “بعد فوزها بالمرتبة الأولى، مقدر للولايات المتحدة البقاء هناك إلى الأبد”، إذ أنّ “صعود إمبراطورية واحدة يضمن أنّ الطامحين الآخرين لنفس المكانة سيبدأون في شحذ سكاكينهم”.
وبحسب كاتب المقال، جون مايكل غرير، فإنّ “الإمبراطوريات تدمر نفسها دائماً، ويمكن أن يحدث ذلك بسرعة أو ببطء، اعتماداً على الآلية التي تستخدمها كل إمبراطورية لاستخراج الثروة من الدول الخاضعة لها”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأوضح أنّ “الآلية التي استخدمتها الولايات المتحدة لاستخراج الثروة من الدول الخاضعة لها، كانت عبقرية ولكنها قصيرة المدى، حيث فرضت سلسلة من الترتيبات على معظم الدول الأخرى، التي ضمنت أن حصة الأسد من التجارة الدولية ستستخدم الدولار الأميركي كوسيط للتبادل”.
وبحسب كاتب المقال، “سمحت الآلية هذه للحكومة الأمريكية بطباعة الدولارات من العدم عن طريق العجز الهائل في الميزانية، بحيث يمكن للمصالح الأميركية استخدام هذه الدولارات لشراء كميات هائلة من أموال العالم”.
وذكر أنّه “عندما شنت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا، ردت الولايات المتحدة وحلفاؤها بالعقوبات الاقتصادية”، مشيراً إلى أنّه “على ما يبدو لم يفكر أحد في واشنطن في احتمال أن يكون لدى الدول الأخرى التي لديها مصلحة في تقويض الإمبراطورية الأمريكية”.
وبحسبه، فإنّ تقويض الإمبراطورية الأمريكية حدث، إذ “زادت الصين التي تمتلك أكبر اقتصاد على وجه الأرض من حيث القوة الشرائية وارداتها من النفط والغاز والحبوب الروسية ومنتجات أخرى. وكذلك فعلت الهند، التي تعد حالياً ثالث أكبر اقتصاد على وجه الأرض، كما فعلت أكثر من 100 دولة أخرى”.
كذلك تحدث الكاتب عن إيران، التي وفق تعبيره “يُعتبر معظم الأمريكيين أغبياء بشأنها”. وذكر أنّها “تحتل المرتبة 17 من حيث أكبر الدول في العالم، وأكثر من ضعف مساحة ولاية تكساس، وغنية بالنفط والغاز الطبيعي، كما أنّها قوة صناعية مزدهرة، ولديها صناعة سيارات مزدهرة، وتبني وتطلق أقمارها الصناعية المدارية، وتتعامل مع عقوبات أمريكية منذ عام 1978، لذا تعرف الحكومة الإيرانية والقطاع الصناعي كل طريقة يمكن تخيلها للالتفاف على تلك العقوبات”.
وأكمل مقاله بالقول إنّه “بعد حرب أوكرانيا بدأت روسيا وإيران فجأة في إبرام صفقات تجارية، ونقلت الأخيرة معرفتها المكتسبة في تفادي العقوبات إلى المسؤولين الروس، وبقليل من المساعدة من الصين والهند ومعظم البشر، أدّى ذلك الفشل التام للعقوبات في وقت قصير”.
وبرأيه، فإن “إحدى النتائج المثيرة للاهتمام للتحول الجاري الآن هي العودة إلى متوسط توزيع الثروة العالمية”، موضحاً أنّه “بحلول العام القادم، 4 من أكبر 5 اقتصادات على هذا الكوكب من حيث تعادل القوة الشرائية ستكون آسيوية، والمرتبة الخامسة ستكون من نصيب الولايات المتحدة، وقد لا تبقى في تلك القائمة طويلاً”.
وختم الكاتب مقاله بالقول إنّه “باختصار، أمريكا مفلسة”، وإنّ “حكوماتنا من المستوى الفيدرالي إلى أسفل، وشركاتنا الكبرى وعدد كبير جداً من مواطنينا الأثرياء يعانون من ديون ضخمة لا يمكن سدادها”، مضيفاً أنّه “سيتعين على 5 % منّ سكان الولايات المتحدة العودة للعيش على نحو 5 % من ثروة كوكب الأرض، كما فعلوا قبل عام 1945”.
وأضاف: “نحن نرقص على حافة منحدر طويل زلق نحو واقع جديد غير مرحب به، وعلى أمريكا وحلفائها الاستعداد لبضعة عقود من الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المؤلمة”.
شاهد أيضاً : انقسام أمريكي داخل أروقة الكونغرس.. ما علاقة الحرب الأوكرانية؟!