3500 زائر إلى قلعة الحصن منذ بداية العام
تعتبر قلعة الحصن من أهم القلاع الأثرية والتاريخية في سوريا وتتميز بهندستها العسكرية الفريدة وقوة تحصيناتها الدفاعية، وتمتد مع خندقها على مسافة 240 متراً من الشمال إلى الجنوب، و170 متراً من الشرق الى الغرب، حيث سُجلت عام 2006 على لائحة التراث العالمي.
وشهدت القلعة بعد تحريرها عام 2014 خطوات عمل كبيرة لترميمها وتأهيلها.
وفي هذا السياق أكد المهندس حازم حنا مدير قلعة الحصن، بأن المديرية العامة للآثار والمتاحف في وزارة الثقافة في ذلك الوقت “سارعت بإعداد استمارة لتقييم الأضرار للقلعة ثم تم ترميم المواقع الأكثر حاجة وفق الأولويات الإنشائية والسياحية” كذلك تلقت المديرية مساعدات من “جامعة بيتر بزماني الهنغارية” وتم خلال عام ٢٠١٧ تشكيل البعثة السورية الهنغارية المشتركة.
تابعونا عبر الفيسبوك
مضيفاً، قامت الجامعة بتأمين المواد والحواسيب والأجهزة اللازمة، والتي كان من الصعب تأمينها أثناء فترة الحصار الجائر على سوريا، كذلك قدمت التمويل المادي لترميم برج الكنيسة، بغية إنقاذ الفريسكات الموجودة داخل البرج، والتي تعود للقرن الثاني عشر، كما تم عزل السطح كي لا تتسرب المياه الى هذه الفريسكات، بالإضافة لترميم الزاوية الجنوبية الغربية من برج الكنيسة.
وأشار حنا إلى أنهم قاموا مع أعضاء البعثة الهنغارية بتنظيف وإعادة تأهيل قنوات تصريف المياه التي كانت مهملة ومغلقة أثناء تواجد الإرهابيين فيها، والذي شكل خطراً على أساسات القلعة في ذلك الوقت.
وفي الشهر السادس من عام ٢٠٢١ تم توقيع اتفاقية بين وزارة الثقافة – المديرية العامة للآثار والمتاحف وهيئة مار أفرام السرياني البطريركية للتنمية، وتم وقتها ترميم واجهة برج الظاهر بيبرس، بالإضافة الى قبو البرج والدرج الملاصق له المؤدي الى السطح، وتأهيل البيت العثماني، وتركيب أبواب خشبية ونوافذ للحفاظ على الفريسكات من الهواء والرطوبة، كما تم تدعيم جدران الاسطبل المطل على الخندق المائي.
وأشار مدير قلعة الحصن إلى أهمية المبادرات التي أقيمت خلال العامين الماضيين من قبل المجتمع المحلي، بالتعاون مع جامعة الحواش الخاصة وجامعة البعث، لإزالة الأعشاب الضارة عن سور وجدران وأرضيات القلعة، والتي كانت بمثابة صيانة دورية للحفاظ على هذا الصرح التاريخي الهام.
وبين حنا أنه حالياً تقوم لجنة التراث بنقابة المهندسين في حمص بالتعاون مع دائرة آثار القلعة، بمبادرة لإزالة الأعشاب الضارة والشجيرات عن الواجهة الغربية للقلعة الداخلية، من خلال تنظيف ورش المبيدات التي لا تؤثر على الأحجار وتقوم بتثبيط الجذور ووقف نموها للتخفيف من حالة الضرر التي تسببت له هذه الأعشاب لواجهة القلعة.
وفي هذا الإطار تحدث المهندس عامر السباعي رئيس لجنة حماية التراث بنقابة المهندسين بحمص، “إن الشجيرات والأعشاب التي نمت بين جدران القلعة تستدعي وجود فنيين ومختصين لإزالتها حتى لا تؤثر على حجارة القلعة أو تخلخلها، وهي بمثابة زلزال بطيء مع مرور الأيام”، لذلك قاموا بالاستعانة بكلية الزراعة بجامعة البعث لإيجاد الحل الأمثل للتخلص من هذه الأعشاب والأشجار دون التسبب بأذى لحجارة القلعة، ونتيجة البحث والمتابعة وجدوا أنه توجد مبيدات زراعية تفي بالغرض وقاموا بتجربتها على مساحات صغيرة، وبعد عام من المراقبة والتأكد من نجاح التجربة، تم مخاطبة المديرية العامة للأثار والمتاحف للسماح لهم بتعميم التجربة وتوسيعها.
وبعد الحصول على الموافقة تبرعت نقابة المهندسين بحمص بالمبيدات وأمنت دائرة آثار الحصن اليد العاملة الخبيرة لرش المبيدات.
وفي هذا السياق أكدت المهندسة الزراعية لارا قره المشرفة على هذه التجربة، أنه سيتم التخلص من الأعشاب والشجيرات على جدار الواجهة الغربية للقلعة الداخلية من خلال رش مبيدات نوعية بتركيزات معينة عليها وحقنها أيضاً في الأشجار لقتل الجذور، وستستمر هذه المبادرة لعدة أيام وستتم المراقبة أسبوعياً للعملية، ومن ثم ستتكرر هذه التجربة في الشهر التاسع من العام الحالي، مع المراقبة.
يذكر أن القلعة استقبلت العام الماضي أكثر من ١٦ ألف زائر من بينهم ٢٦٦٠ زائر أجنبي.
ومنذ بداية العام الحالي حتى الآن استقبلت حوالي ٣٥٠٠ زائر، من بينهم ٤٩٠ زائر أجنبي، ومن المرشح أن يكون الرقم قابل للزيادة مع كثافة التحضيرات للموسم السياحي للعام الحالي، سيما أن القلعة كانت ومازالت وجهة كل من يرغب بزيارة سوريا، خاصة ممن لديهم الفضول لمعرفة كيف أصبحت بعد تحريرها من العصابات الارهابية.