“خارج الحسابات”.. ما مصير “المعارضة السورية” بعد عودة دمشق للجامعة العربية ؟!
جاء قرار إعادة دمشق إلى مقعدها في الجامعة العربية بعد نحو 12 عاماً من تجميد عضويتها، ليمثل حدثاً هاماً في الملف السوري، بالنظر إلى المرحلة التي تشهد حراكاً دولياً وإقليمياً لإيجاد حل سياسي حاسم للأزمة، وتوقف جبهات القتال في البلاد.
وبيّنت مصادر سياسية أن الحكومة السورية نجحت في فرض الحالة الحالية، بدلالة التقاربات الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية مع دمشق، رغم لأي تقدمات في الحل السياسي، لكن ما حصل يجعل “المعارضة السورية” بحسب المصادر “خارج الحسابات المطروحة”.
وأمام هذا المشهد، اكتفت “المعارضة” بالبيانات الرافضة للتطبيع مع الحكومة السورية، معتبرة أن إعادة دمشق إلى الجامعة العربية تعني أن “الشعب السوري عاد اليوم وحيداً من دون دعم رسمي عربي”.
وفي بيان عبر “الائتلاف المعارض” عن رفضه قرار العودة إلى الجامعة العربية، قائلاً إن الخطوة: “تعني التخلي عن الشعب السوري وعن دعم مطالبه المحقة، وإهدار تضحياته العظيمة عبر 12 عاماً من الأزمة”.
وشدد البيان على “ضرورة الانتقال السياسي الكامل في سوريا وفق القرار الدولي 2254″، منوهاً بأن “أي مبادرة خارج إطار القرار الدولي هي التفاف على مطالب السوريين “.
تابعونا عبر فيسبوك
وقال عضو “الهيئة السياسية في الائتلاف”، عبد المجيد بركات، إن “إعادة دمشق إلى الجامعة وقبلها خطوات التطبيع مع الحكومة السورية لن يخدم الاستقرار في سوريا، ولن يخفف المعاناة عن السوريين”.
وأضاف أن “أسباب تجميد عضوية دمشق في الجامعة ما زالت قائمة، ومكانه الحقيقي هو المحاكم الدولية، والتطبيع المجاني لن يساهم في تحقيق تطلعات السوريين”، مشدداً على “رفض المعارضة أن يكون الملف السوري عرضة للمساومات الإقليمية”.
وأكد بركات، على “تمسك المعارضة بالقرارات الدولية، والدعوة إلى تطبيق الحل السياسي، أي الانتقال السياسي الحقيقي”.
وطالب السياسي و”المعارض السوري” زكريا ملاحف جي، “المعارضة بالعمل بطريقة مختلفة”، داعياً إياها إلى “الالتحام أكثر بالشارع السوري، وتعزيز صفوفها حتى يكون صوتها مسموعاً وقوياً”.
من جانبه، عبر “المعارض السياسي” والخبير القانوني، محمد سليمان دحلا، عن رأيه قائلاً: إنه “لا دور حالياً للمعارضة في منهجية (الخطوة مقابل خطوة)، أو ليس لديها تنازلات تقدمها للحكومة السورية، وإنما هي بيد الدول”.
وتوقع دحلا أن “تبقى المعارضة في حالة “موت سريري” إلى حين أن تصل الخطوات إلى مرحلة تحريك اللجنة الدستورية”، مستدركاً: “مع ذلك يبقى هناك احتمالات خارج الحسبان سواء على الصعيد المحلي أو الدولي لخلط الأوراق أو قلب الطاولة، علماً أن العلاقات والمصالح الدولية على الجغرافيا السورية متشابكة وليست ثابتة”.
شاهد أيضاً : بعد قرار العودة.. ما مصير العلاقات السورية مع الدول الرافضة ؟!