هل يهدد سقف الدين الأمريكي بانهيار الدولار؟
تستمر الخلافات بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، والجمهوريين حول رفع سقف الدين، الذي تحوّل إلى أزمة بعدما بلغ أعلى مستوياته.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إن واشنطن مهددة بالتخلف عن سداد ديونها اعتباراً من حزيران المقبل، إذا لم يتم رفع سقف الدين.
وبحسب تقرير معهد “بروكينغز” الأمريكي، فإن “الكونغرس” هو الذي يحدد سقف الدين، مشيرةً إلى أنه تم رفعه في 2021 ليصل إلى 31 تريليون دولار.
تابعونا عبر فيسبوك
ويعني ذلك أنه لا يجب أن يزيد إجمالي قروض الحكومة الأمريكية عن هذا الحد.
وفي حال بلوغ سقف الدين الحد الأقصى، فإن ذلك يعني أن الحكومة الفيدرالية لن تستطيع الحصول على قروض جديدة، وهو ما يجعلها تتخلف عن تنفيذ التزاماتها التي تتضمن سداد الديون السابقة.
ويتسبب هذا الأمر في خلاف بين الإدارة الأمريكية الحالية، المنتمية للحزب الديمقراطي، وبين الجمهوريين في الكونغرس، الذين يعطلون مساعيها لرفع سقف الدين.
وبحسب التقرير، فإن الحكومة الأمريكية بلغت سقف الدين في كانون الثاني الماضي، واضطرت للتخلي عن بعض الالتزامات التي كان يجب تنفيذها، مقابل توفير المال اللازم لسداد الديون حتى لا تتخلف عن السداد.
وبلغت ديون الولايات المتحدة الأمريكية 31.4 تريليون دولار في كانون الثاني 2023 الماضي، متجاوزةً سقف الدين الذي تم تحديده في 2021.
الهدف من رفع سقف الدين هو تنظيم هذه العملية بواسطة الكونغرس منذ عام 1917، لكنها أخذت الشكل الحالي منذ عام 1939، عندما تم دمج جميع أنواع الديون تحت سقف دين واحد، يتم تحديد حد أقصى له.
ويساهم رفع “سقف الدين” في تسهيل عمل الحكومة لأنه يوفر الأموال اللازمة لتنفيذ التزاماتها، إلا أن رفعه بصورة كبيرة جعل البعض يعتقد أنه تحوّل إلى أزمة في حد ذاته.
ورغم مطالبة وزارة الخزانة بإلغاء سقف الدين بصورة كاملة لتصبح الحكومة قادرة على اقتراض أموال بلا حدود، فإن إدارة بايدن تقول إنها لن تدعم هذه الخطوة.
وينتج عن ذلك عجز الحكومة عن توفير الأموال اللازمة لأداء التزاماتها التي تشمل سداد الديون أو فوائدها، ويكون لذلك آثار اقتصادية مدمرة على الاقتصاد الأمريكي أبرزها خفض التصنيف الائتماني للبلاد كما حدث في 2011، عندما اشتد الخلاف بين الرئيس الأسبق باراك أوباما، والجمهوريين بشأن رفع سقف الدين.
وسيؤدي ذلك لاهتزاز الثقة في الدولار الأمريكي بصورة تجعل المستثمرين يقدمون على بيع السندات الدولارية، ما ينتج عنه خفض قيمة الدولار.
يدور الخلاف حالياً بين بايدن، المنتمي للحزب الديمقراطي، والجمهوريين في الكونغرس، حول سقف الدين، وهو خلاف مرتبط بمبادئ الحزبين.
فبينما يميل الديمقراطيون لدور أكبر للحكومة يعتمد على زيادة الإنفاق الحكومي في العديد من المجالات أبرزها الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، فإن الجمهوريين يرون أنه يجب الحد من دور الحكومة وتقليص إنفاقها.
شاهد أيضاً:إلى أين تتجه الأسهم الأمريكية؟