كيف تؤثّر الأزمة الاقتصادية في تركيا على الانتخابات ؟
أثّرت السياسات الاقتصادية في تركيا على القوة الشرائية للأتراك وتركت الكثيرين غير قادرين على تحمّل شراء حتى المواد الغذائية الضرورية، وأثار برنامج أردوغان الاقتصادي غير التقليدي أزمة غلاء المعيشة على مدار فترة عام ونصف العام، والتي أدت إلى تآكل شعبيته، ليواجه أكبر التحديات الانتخابية في 20 عاما قضاها في السلطة.
وتظهر بعض استطلاعات الرأي أنّ نسبة تأييد أردوغان أقل من خصمه الرئيس كمال كليتشدار أوغلو قبيل الجولة الأولى من التصويت، على الرغم من أن الفارق تقلص في الآونة الأخيرة.
تابعنا عبر فيسبوك
قال مصفف شعر من إسطنبول إنّه لن يمنح صوته لرجب طيب أردوغان الذي لطالما أيده في الانتخابات سابقاً، بسبب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها هو وجميع الأتراك، مفسّراً: “سعر الصرف خرج على نطاق السيطرة، ولا يمكننا تحمل أي شيء، لم ينفذوا أي شيء قالوه، بالتالي فإنهم لا يستحقون أي ثقة”.
وتمثّل آراء إكينجي ملايين الأتراك الذين اضطروا للتعامل مع التضخم الجامح لأعوام، حيث وارتفعت أسعار المواد الغذائية 54% على أساس سنوي في نيسان، مع انخفاض التضخم إلى 43.7%، بعد أن بلغ ذروته في تشرين الأول عند 85.5%، وهو أعلى مستوى خلال حكم أردوغان بحسب “رويترز”.
وبقي التضخم السنوي أكثر من 10% طوال خمسة أعوام تقريبا منذ الانتخابات العامة في 2018، وبدأ يرتفع بشدة بعد أزمة العملة في أواخر 2021، والتي نجمت عن سلسلة من تخفيضات أسعار الفائدة وفقا للسياسة الاقتصادية غير التقليدية لأردوغان.
في بداية 2013، بدأ المستثمرون الأجانب في الإحجام عن الأصول التركية لينصرفوا في نهاية المطاف عن أسواق العملات الأجنبية والائتمان والديون.
وقالت الحكومة إنّها عززت الصادرات والاستثمارات عن طريق تدابير خفض الفائدة في إطار برنامج يحفز على حيازة المدخرات بالليرة، وضاعفت الحكومة الحد الأدنى للأجور خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية وأنفقت أموالا قياسية على الدعم الاجتماعي ما ساعد على الإبقاء على النمو الاقتصادي قوياً فوق 5% العام الماضي.
لكن قيام السلطات بخفض الفائدة من 19% إلى 8.5% منذ 2021 دفع التضخم إلى أعلى مستوياته تحت إدارة أردوغان إلى ما يزيد عن 85% العام الماضي، وكانت المرة الأخيرة التي لامس فيها التضخم السنوي المعدل المستهدف رسميا عند 5% في 2011.
وكان عام 2011 هو العام الذي بدأ فيه تزايد التفاوت في عدالة توزيع الموارد والثروة، وتسارع هذا الاتجاه في 2013 الأمر الذي محا المكاسب الكبيرة التي تحققت في الفترة من 2006 إلى 2010 خلال العقد الأول من حكم أردوغان.
شاهد أيضاً “بيتكوين” تسجل أدنى مستوى لها في 6 أشهر !