الخارجية الأمريكية ترد على أخبار “المفاوضات السرية” مع سوريا !
بعد الأنباء المتداولة الأخيرة حول لقاءات ومفاوضات سرية بين سوريا وأمريكا في العاصمة العمانية مسقط، خرجت الخارجية لتؤكد بشكل غير مباشر حقيقة هذه المفاوضات، مشيرة إلى أن “الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع أي جهة من أجل رعاياها”.
وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة “مستعدة للتعامل مع أي شخص يمكنه المساعدة في تأمين تقدم نحو إطلاق سراح الرعايا الأمريكيين المحتجزين”.
وتعليقاً على الأنباء بشأن المحادثات السرية التي تجريها الولايات المتحدة مع وفد من الحكومة السورية في العاصمة العُمانية مسقط، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتل، إنه “من أجل حماية أي طرق للتقدم، فإن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع أي شخص يمكنه المساعدة في إطلاق سراح الرعايا الأمريكيين”.
وفي مؤتمره الصحفي اليومي، أوضح باتل أن الولايات المتحدة “منخرطة على نطاق واسع في جميع المجالات لمحاولة إعادة أوستن تايس إلى المنزل”، مضيفاً أنه “تابعنا كل قناة يمكن البحث فيها عن عودة آمنة لتايس إلى عائلته، وسنواصل ذلك”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أن ذلك “يتضمن مناقشة هذه القضية مع عدد من دول المنطقة، وسنواصل العمل حتى عودته سالماً إلى الولايات المتحدة”.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “ذا كريدل” الأميركية أن الولايات المتحدة تجري محادثات سرية في العاصمة العُمانية مسقط مع وفد من دمشق، مشيرة إلى أن اللقاءات ضمت شخصيات أمنية وممثلين عن وزارتي الخارجية في البلدين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول دبلوماسي رفيع في جامعة الدول العربية، تأكيده “خلال المحادثات أن لديه معلومات تفيد بأن الصحفي الأمريكي أوستن تايس لا يزال على قيد الحياة، وموجود ضمن الأراضي السورية، إلا أن وفد سوريا نفى أي معلومات لديه حول الصحفي الأمريكي، معرباً عن استعداد الحكومة السورية لبذل كل الجهود الممكنة للكشف عن مصيره”.
ووفق مصادر “ذا كريدل”، “بدأت واشنطن ودمشق اتصالات سرية خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وأجرت عدة لقاءات، تمت معظمها عبر وسطاء، مثل المدير العام السابق للأمن العام اللبناني، عباس إبراهيم، كما جرت لقاءات مباشرة بين الطرفين، كان أحدها في العاصمة السورية دمشق، إلا أنه مع ذلك ظلت هذه الاجتماعات المباشرة محدودة”.
ولفتت المصادر إلى أن “الموضوع الوحيد الذي لم يتطرق إليه المسؤولون الأمريكيون خلال المحادثات كان مصير المجموعات التي تدعمها الولايات المتحدة شمال شرقي سوريا مثل قسد”.
وألمحت الصحيفة، إلى أن “إدارة الرئيس الأمريكي تفكّر جدياً بدراسة رفع العقوبات المفروضة على دمشق، رغم طرحها مؤخراً قراراً لمحاسبة الدول المطبعة مع الحكومة السورية”، مشيرة إلى أن “الإدارة الحالية باتت قريبة من طرح إمكانية إجراء لقاءات بين المسؤولين السوريين والأمريكيين على نطاق ضيق في المرحلة الأولية، والتمهيد لرفع كلي للعقوبات عن سوريا”.
ويأتي هذا الكشف عن المحادثات السرية بين الولايات المتحدة والحكومة السورية قبل يومين من انعقاد القمة العربية في مدينة جدة السعودية، حيث من المتوقع أن يشارك الرئيس السوري بشار الأسد، بعد قرار جامعة الدول العربية إعادة مقعد سوريا.
وأشار نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن واشنطن “تتشارك في الكثير من نفس الأهداف مع شركائنا العرب، وفيما قد تختلف طرق القيام بذلك، تظل أهدافنا كما هي، إيجاد حل للأزمة السورية وفق القرار 2254، وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين، بناء الأمن والاستقرار والبنية التحتية اللازمة لضمان عدم ظهور “تنظيم الدولة” في المنطقة، تهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين، مكافحة تهريب الكبتاغون”.
وشدد نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية على أن الولايات المتحدة “متفقة مع شركائها العرب في كل هذه الأمور، وستواصل العمل على خطوط تلك الجهود”، مضيفاً “قد تختلف الطرق التي نتعامل بها معها، لكن أهدافنا متوافقة”.
شاهد أيضاً : أول ولاية أمريكية تحظر “تيك توك” بشكل رسمي