كيف ورطت الولايات المتحدة شركات التكنولوجيا بأعمالها العسكرية؟
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” (Wall Street Journal) في بداية عام 2021 تقريراً كشفت فيه أنّ الاستخبارات العسكرية الأمريكية تتبعت مواقع الهواتف الذكيّة في البلاد دون إذن قضائي، وتجسست على أصحابها مستخدمة في ذلك عدة تطبيقات، بينها برنامج تحديد المواقع الجغرافية، وأنها فعلت ذلك 5 مرات منذ النصف الثاني من 2018 إلى نهاية 2020.
وقالت الصحيفة إن ممثلين عن الاستخبارات العسكرية الأمريكية أكّدوا في تحقيق فتحه مجلس الشيوخ (الكونغرس) آنذاك أن وكالة الاستخبارات استخدمت في تتبعها للهواتف المحمولة في البلاد برامج مرخصاً لها ومتاحة للبيع، سواء في الولايات المتحدة أو خارجها، وعبرت عن قناعتها بأنها لا تحتاج إلى إذن قضائي لذلك.
تابعونا عبر فيسبوك
وتضيف الصحيفة أن الاستخبارات الأمريكية استغلت في ذلك عدة برامج متاحة عادة في الهواتف الذكية، مثل برامج أحوال الطقس وبعض الألعاب وتطبيقات أخرى تطلب من المستخدم عند تنزيلها الإذن بالوصول إلى برنامج تحديد الموقع الجغرافي “جي بي إس” (GPS).
حاولت وكالات الاستخبارات وعدة مؤسسات أمنية أخرى على مدى العقدين الماضيين الوصول إلى الابتكارات التكنولوجية من مصدرها في وادي السيليكون، وذلك من خلال إنشاء كياناتٍ وشركاتٍ للتكنولوجيا وتمويل مشاريعها، والتغلغل في المؤسسات المنظمة للأنشطة التي يشهدها معقل شركات التقنية، وتنسيق المؤتمرات والمنتديات وغيرها.
وعلى الرغم من أنّ هناك العديد من الاختلافات بين وادي السيليكون ووزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إلا أنّ وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارترأنشأ في آب 2015 ما سماه وحدة الابتكار الدفاعية التجريبية، أو “ديوكس” (DIUx)، وتتمثل مهمتها في تحديد الشركات التي تطور تقنيات قد تكون مفيدة للجيش والاستثمار فيها، إلى جانب بناء علاقات مع الشركات الناشئة، وتجنيد أفضل المواهب، والتي من خلال هذه الوحدة، عملت وسيطا بين البنتاغون وشركات التقنية، بتوجيه مئات الملايين من الدولارات من ميزانية وزارة الدفاع نحو الشركات الناشئة التي تطور تقنيات على وشك الاكتمال.
وركزت التقارير الإعلامية على غوغل فيما يتعلق بالمشروع، إلاّ أنّ تحليلاً من منظمة الأبحاث “تيك إنكويري” (Tech Inquiry) وثق المشاركة الأعمق للعديد من الشركات التقنية الأخرى، بما في ذلك مايكروسوفت.
ومن الواضح أن السعي المحموم مستمر من شركات التكنولوجيا الكبرى للحصول على عقود دفاعية، وقد يصل إلى حد شرائها شركات مقاولات دفاعية في السنوات المقبلة، سواء أدرك الموظفون ذلك أم لا، فإن جميع شركات التكنولوجيا العملاقة لديها رابط ما بالصناعات الدفاعية.
شاهد أيضاً:“قمة الغباء”.. السعوديون يرّدون على “المعارضة السورية”!