حرب أوكرانيا تنذر بنهاية عالم « الإنترنت الواحد »
يكشف الصراع المحتدم بين روسيا والغرب في أوكرانيا عن أطوار وتغيرات، تتجاوز العالم المادي إلى العالم الرقمي، ليكون العالم أمام سؤال حول مدى تغيّر طبيعة الإنترنت العالمية.
الشركات العملاقة مثل “ميتا” و”غوغل” و”آبل”، التي لطالما رسمت صورة عن نفسها بوصفها شركات تكنولوجية محايدة، ظهرت مواقفها السياسية بصورة مناقضة في الحرب الأوكرانية.
تابعنا عبر فيسبوك
سياسة التوجيه التي تتبعها شركات التكنولوجيا ضد روسيا، والدعوات إلى فصلها عن شبكة الإنترنت العالمية، أدت إلى ظهور أفكار حول إنشاء إنترنت مستقل بسيرفرات داخلية كلياً.
“ديمتري روغوزين” مدير شركة «روس كوسموس»، طرح الفكرة بشكل فعلي أمام مجلس الدوما الروسي أمس، متعهداً بإنشاء إنترنت فضائي مستقل، وواصفاً إياه بـ “إنترنت لا يقتل”.
وحسب روغوزين، فإن هذا الأمر سيصبح ممكناً بحلول عام 2025 بفضل إطلاق مجموعات جديدة من الأقمار الصناعية للاتصالات بواسطة صواريخ “سويوز” التي تحرّرت جراء قطع العلاقة مع شركة “وان ويب” البريطانية.
كلام المسؤول الروسي يقوم على فكرة قائمة منذ عام 2019، حيث اختبرت روسيا بنجاح شبكة إنترنت خاصة بها باسم “رن نت”، وهي مختلفة عن نسخة الصين، التي تعتمد شبكة إنترنت خاصة بمحتوى داخلي من الألف إلى الياء.
فكرة الإنـترنت المستقل، تدفع أيضاً إلى احتمال ظهور شبكات تواصل اجتماعي خاصة بدول معينة، خصوصاً مع المعايير الغامضة والمشوشة التي تتبعها المنصات العالمية المعروفة.
ليست حرب أوكرانية وحدها من سلطت الضوء على المحتوى الموجه والأحادي لتلك المنصات، بل أيضاً حرب غزة عام 2021، عندما تمّ توقيف حسابات بسبب نشرها محتوى لم يرق للقائمين على شبكات مثل “فيسبوك” و”إنستجرام”.
قد يصبح شعار “عالم واحد إنترنت واحد” من الماضي، خصوصاً أن التوجه العالمي القادم يفترض التعدد في القوى على المستوى السياسي، وبالتالي يمكن القول إن العالم ربما يتجه ليس فقط لنهاية القطب الواحد، وإنما لـ “نهاية عالم الإنـترنت الواحد”.
شاهد أيضاً: «فيلق» زيلينسكي الدولي.. مقاتلون متحمّسون لن ترحمهم روسيا!