قمة المفاجآت.. س – س عادت من جديد
بعد قمة شهدت العديد من المفاجآت وخرجت بقرارات تهم الشارع العربي وخاصة السوري، تعددت التحليلات حول نتائج القمة العربية، كما أن ردود الفعل الدولية حولها حظي باهتمام واسع من وسائل الإعلام، لكن أبرز ما تم التركيز عليه هو ما أتى من واشنطن والذي يعتبر مؤشراً إيجابياً.
منذ ما قبل بدء جلسات قمة جدة، كان الامتعاض الأمريكي والغربي منها ظاهراً ومعلناً، إذ دخل الكونغرس في سباق مع الزمن لفرض عقوبات جديدة على سوريا وعلى كلّ من يمكن أن يمدّ لها يد المساعدة، فيما لم يأتِ البيان الختامي لـ«مجموعة السبع» التي انعقدت في هيروشيما اليابانية بعيداً عن هذا المنحى، بتلويحه بعصا العقوبات ما لم تتحرّك العملية السياسية في سوريا وفق الرؤية الغربية حصراً.
أمّا إسرائيل فأعلنت، عبر وسائل إعلامها، أنها “أبلغت المجتمع الدولي أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية لن تمنعها من مواصلة هجماتها”.
وإذا دلّ كلّ ما تَقدّم على شيء، فإنّما على أن ما انتهت إليه قمّة السعودية، وتحديداً تجاه الملفّ السوري، يحوز أهمّية بالغة، وسيكون من شأنه إحداث تغييرات كبرى في المنطقة.
كتب على قمة جدة أن تفتح الباب على المصالحات، وأن تصدّر صورة من التوافق، وهو ما يفسّر تغييب القضايا الخلافية والإشكالية عنها، حتى لا تحرفها عن الهدف الذي حاولت السعودية التركيز عليه.
تابعونا عبر فيسبوك
وبخصوص الملفّ السوري تحديداً، فقد جاء اللقاء الذي جمع وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، مع الرئيس السوري بشار الأسد، ليتوّج مرحلة التقارب المتطوّرة والمتسارعة بين الدولتَين.
وفي هذا المجال، تفيد المعلومات بأن نتائج اللقاء “كانت ممتازة، بل وأكثر من المتوقّع”، وأن “العلاقات تتحرّك نحو الأمام”، على نحو “يذكّر بمرحلة تنسيق سابقة عُرفت حينها بمعادلة (س – س)”.
ويسود الأروقة السورية الرسمية، الآن، تقديرٌ بأن تلك المعادلة “ستعود لتفرض نفسها قريباً مرّة ثانية، وربّما بشكل أفضل من المرحلة السابقة، ولتنعكس على كلّ الملفّات ذات الاهتمام المشترك، بما فيها طبعاً دعم سوريا لتجاوز سنوات الأزمة والتجهيز لتسهيل عودة اللاجئين، ودعم مؤسّسات الدولة في مواجهة كلّ التحدّيات، إنْ في الشمال الشرقي حيث الوجود الأمريكي، أو في الشمال الغربي حيث الانتشار التركي، أو في الملفّات الإقليمية وفي المقدّمة منها لبنان، وضرورة إنهاء أزمته ومعاناته”.
ومن هنا، يمكن قراءة اللقاءات غير الرسمية التي انعقدت في جدة بين الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد من جهة، وشيوخ قبيلة شمر، الواسعة النفوذ في شمال شرق سوريا، من جهة أخرى، وأيضاً الاجتماع الأوّل من نوعه بين الأسد ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، والذي عقّب عليه الأخير بالقول إن “الاتفاق السعودي – السوري يولّد ارتياحاً في لبنان”.
ورأى مراقبون، أن نتائج قمّة جدة، تجاوزت بحسب الرؤية الرسمية السورية، مخرجات اللجنة الوزارية الخماسية التي اجتمعت في عمّان، بمشاركة سوريا والأردن والسعودية ومصر والعراق.
إذ تحدّثت اللجنة، في بيانها، عن ضرورة الدفع في اتّجاه إيجاد حلّ للأزمة السورية بما ينسجم والقرار 2254، فيما بيان جدة خلا من هذا التفصيل، وشدّد في المقابل “على وقف التدخّلات الخارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والرفض التامّ لدعم تشكيل الجماعات والميليشيات المسلحة الخارجة عن نطاق مؤسّسات الدولة، والتأكيد على أن الصراعات العسكرية الداخلية لن تؤدي إلى انتصار طرف على آخر، وإنّما تفاقم معاناة الشعوب وتثخن في تدمير منجزاتها وتحول دون تحقيق تطلّعات المواطنين”.
وفي إطار هذه الرؤية، يمكن قراءة استئناف عمليات التسوية التي انطلقت منذ أيام قليلة في محافظة درعا جنوب البلاد، والتي جاءت أيضاً بعيد تنسيق غير معلَن بين الجيشَين السوري والأردني في استهداف مهرّبي ومروّجي المخدرات في المنطقة الحدودية بين البلدَين، فيما قد يؤشّر إلى المباشرة بتنفيذ تلك المخرجات.
شاهد أيضاً : مهمة سرية للقوات البريطانية في سوريا !؟