الإنتاج الصناعي في ألمانيا يحقق نمواً ضئيلاً خلافاً لتوقعات الخبراء
ارتفع الإنتاج الصناعي في ألمانيا ارتفاعاً طفيفاً في بداية الربع الثاني من العام الحالي، وسط تراجع في الطلب وتردٍّ لحالة الشركات المعنوية في 2023، وذلك حسب مكتب الإحصاء الاتحادي.
وزاد إجمالي إنتاج قطاع الصناعة في ألمانيا في نيسان الماضي بنسبة 0.3% مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي، في وقت كان خبراء الاقتصاد يتوقعون زيادة أكبر بشكل ملحوظ بواقع 0.6%.
تابعنا عبر فيسبوك
وأظهرت البيانات المحدثة أن معدل التراجع في الإنتاج الصناعي في آذار الماضي لم يكن بالقوة التي كان خبراء الإحصاء يتخوفون منها في البداية عندما قدروا معدل التراجع بـ 3.4%، وأظهرت الأرقام الجديدة أن هذا المعدل بلغ 2.1%.
وبدورها، وزارة الاقتصاد الألمانية أشارت إلى استقرار وضع الإنتاج الصناعي، حيث ارتفع الإنتاج الصناعي في الشهور الثلاثة الأولى من العام الجاري بنسبة 1.6 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وتوقعت الوزارة حدوث انتعاش محدود في الوضع الاقتصادي الصناعي وذلك نظراً لتراجع الطلب وتردي الحالة المعنوية للشركات في الفترة الأخيرة، وفقا لـ “الألمانية”.
وفي نيسان الماضي، حدث تباين في أداء القطاعات الصناعية، ففي حين حقّق إنتاج السلع ارتفاعاً طفيفاً، فإنّ صناعة البناء تمكنت في المقابل من زيادة نشاطها في ذلك الشهر على نحو ملحوظ، وزاد إنتاج السلع الاستهلاكية في حين تراجع إنتاج السلع الوسيطة والسلع الاستثمارية.
وقالت كارولين هرفيج من غرفة الصناعة والتجارة الألمانية إنّ “الإنتاج الصناعي لا يمضي قدماً”، مشيرةً إلى أنّ مستوى الإنتاج داخل القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة لا يزال بعيداً عن مستوى ما قبل أزمة كورونا.
وبيّنت هرفيج أنّ استمرار المستوى المرتفع لأسعار الطاقة وارتفاع أسعار الفائدة ونقص العمالة تعرقل الوصول إلى التعافي الذي طال انتظاره بعد كورونا.
ويتوجه كبار ممثلي غرفة الصناعة والتجارة الألمانية إلى العاصمة الصينية بكين لبحث العلاقات الاقتصادية مع الصين، قبل حدوث المشاورات المشتركة بين الحكومتين الألمانية والصينية المزمع إجراؤها في العشرين من حزيران الجاري.
وصرّح رئيس الغرفة بيتر أدريان ورئيس الوفد المسافر، “حان الآن وقت أخذ فكرة من هناك عن العلاقات مع أهم شريك تجاري لألمانيا وذلك بعد مضي 1000 يوم على قيود السفر واختناقات التسليم المرتبطة بالجائحة”.
وأضاف أدريان أنّه “لدينا عديد من القضايا التي يتعين علينا الحديث عنها والتي تحظى بأهمية بالنسبة لمستقبل علاقاتنا الاقتصادية”، واستطرد أنه سيتم أيضا طرح نتائج الاستطلاعات السريعة عن مناخ الأعمال التي تجريها الغرفة بين الشركات الألمانية العاملة في الصين.
وفي الأمس، قالت الغرفة إنّه ينبغي مناقشة التحديات الراهنة “في إطار حوار نقدي بناء” مشيرةً إلى أنّه من المزمع أيضاً إجراء محادثات “مع ممثلين رفيعي المستوى من الحكومة المركزية” في بكين.
وقال أدريان إن المحادثات في شنزين وهونج كونج ستدور حول البنية التحتية للابتكار في جنوب الصين وهونج كونج، لافتاً إلى أنّ هذه المنطقة الاقتصادية تحديداً تتيح إمكانية متنوعة للتعاون مع الاقتصاد الألماني.
وتشهد ألمانيا منذ فترة طويلة نقاشاً مكثفاً حول كيفية التعامل مستقبلاً مع ثاني أكبر اقتصاد في العام، وهناك مطالبات بأخذ درس مستفاد من الصراع في أوكرانيا والاعتماد على روسيا، حيث أن التشابكات الاقتصادية مع الصين أكثر تعقيداً بكثير من التشابكات الاقتصادية مع روسيا.
والجدير بالذكر أنّ العلاقات بين الصين وألمانيا تأثرت بسبب دعم الصين لروسيا في حربها على أوكرانيا وتهديدات الصين لتايوان وتفكير ألمانيا في تقليل الاعتماد على الأنشطة التجارية الصينية.
شاهد أيضاً هبوط الدولار على الرغم من ارتفاع عوائد الخزانة الأمريكية