“قسد” تفكّر بـ”خط الرجعة” والقوات الأمريكية تتحسب ؟!
يعتبر استعادة أراضي البلاد في الشمال الشرقي والشرق السوري، حتمية تؤمن بها دمشق وحلفاؤها في طهران وموسكو، وخاصة المنطقة التي تنتشر بها القوات الأمريكية منذ عام 2015، والتي تواجدت في سوريا تحت ذريعة محاربة “تنظيم الدولة” ودعم “قسد” في سبيل هذه الخطوة.
وإذ لا يمكن فصل القوات الأمريكي في سوريا عن القوى الكردية التي فتحت الباب واسعاً لدخول وتمدّد هذه القوات بـ«معيّتها»، طوال السنوات الماضية، فإن القيادة السورية لا تنظر إلى الأمريكيين، كما تنظر إلى خصومها السوريين، وأبرزهم “قسد”.
“فعلى الرغم من تورّط هذه الأخيرة في التماهي مع واشنطن ومشروعها الاحتلالي إلى حدّ بعيد”، إلّا أن دمشق لا تدرج الخيار العسكري ضمن أدوات التعامل مع “قسد”، بل تستنفد منذ سنوات كلّ الأدوات السياسية للوصول إلى تسويات جزئية معها، منها ما كُتب له النجاح، ومنها ما أحبطه الأمريكيون بضغوط مباشرة على قيادة “الإدارة الذاتية”، بحسب ما قاله محللون.
تابعونا عبر فيسبوك
في المقابل، أضاف مراقبون “ترى الحكومة السورية في الخيار العسكري في مواجهة الاحتلال الأمريكي، حقاً سيادياً، وواجباً وطنياً، مع إدراك حدود القدرة العسكرية والعملياتية، والظروف السياسية، وأولويات المعركة التي كانت محتدمة ضدّ الجماعات المسلحة في باقي الجغرافيا السورية”.
وبحسب محللين سياسيين، “تنظر مراكز القرار في سوريا وروسيا وإيران إلى الوجود الأمريكي في هذه المنطقة بالتحديد، على أنه يندرج بشكل أساسي ضمن خطّة ممارسة الضغوط الاقتصادية على الحكومة والشعب السوريَّيْن، من خلال حرمانهم الاستفادة من آبار النفط والغاز المنتشرة في المنطقة، والتي كانت تغطّي معظم حاجة البلاد قبل الحرب”، فضلاً عن “حقول لم يجرِ الاستثمار فيها بعد”.
قبل نحو 10 أيام، نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً مطوّلاً تحدّث عن “معلومات استخباراتية ووثائق رسمية، حصلت عليها الصحيفة، تفيد بأن المقاومة الشعبية تخطّط لتصعيد الهجمات ضدّ القوات الأمريكية في سوريا”.
وذكر التقرير أن “المقاومة تتدرب على استخدام عبوات خارقة للدروع أكثر تدميراً، تهدف تحديداً إلى استهداف المركبات العسكرية الأمريكية، وقتل جنود الجيش الأمريكي”.
وأكد مراقبون ، أنه “مع تفاوت وتيرة عمليات المقاومة من حين إلى آخر”، فإن الأكيد أن “هذا المسار انطلق ولا عودة عنه، وهو ما تلمسه واشنطن وتعدّ العدة لمواجهته، عبر الاستعانة بمجموعات مختلفة من المقاتلين الموالين لها داخل سوريا، ليكونوا هم في المواجهة”.
في المقابل، تحاول “قسد” في شرق سوريا، تحييد نفسها عن أداء مهمة في مواجهة “المقاومة الشعبية” أو الجيش السوري وحلفائه، كونها تدرك حجم وتبعات الانتقال إلى ذلك المستوى من خدمة الأمريكيين، ولأنها تريد حفظ “خط الرجعة” مع دمشق، في ظلّ متغيّرات سريعة في الظروف السياسية الإقليمية والدولية، قد تجد معها “قسد” نفسها، في ليلة واحدة، عارية من الغطاء الأمريكي.
شاهد أيضاً : بينهم قيادي أجنبي الجنسية.. مسيرة تركية تستهدف عناصر “قسد” ؟!