لبنان يتعافى بتعافي سوريا.. الرياض دمشق أولاً ؟!
كشف محللون سياسيون بأن “الوضع في لبنان مرهون باستقرار الوضع في سوريا، وأن السعوديين معنيون على المستوى الجيوسياسي بالوضع في سوريا أكثر مما هم عليه في لبنان”.
وأضاف المحللون، أن “التصدع الراهن في لبنان ليس آنياً، ولا بتأثير حالات طارئة. التركيبة الهجينة للنظام هي التي تنتج ذلك النوع من الساسة، دون أن يكون ممكناً إحداث أي تغيير، مهما كان ضئيلاً في الهيكلية الفلسفية للنظام. الطوائف على اختلافها، تعتبر أن أولويتها الاستراتيجية حماية وجودها لا حماية الدولة”.
وقال المحللون: إن “الرياض قالت كلمتها، والعين السعودية بمشاريعها العملاقة على إيران كدولة مركزية، وكذلك على سوريا التي يحتاج اليها السعوديون كركيزة أساسية في تشكيل حالة عربية يمكنها التعامل، من موقع قوة مع قوى إقليمية أو دولية”.
وأشاروا إلى أن “العودة السعودية الى سوريا ومن خلال المراجعة بيّنت أن التورط في تصنيع، أو في إدارة الأزمة السورية، كان خطأً فادحاً بعدما بدا أن البديل إما سيطرة تركيا بالنظرية النيوعثمانية، أو تفكك سوريا الى كيانات تخضع لتلك المجموعات البربرية، التي عاثت خراباً في البلاد على امتداد سنوات الصراع”.
تابعونا عبر فيسبوك
وأكد المحللون، أن “السعوديون يريدون بناء علاقات وثيقة مع سوريا. ما يمكن تأكيده أنهم، بالوئام لا بالصدام، يسعون لإنهاء الوجود العسكري التركي، والوجود العسكري الايراني على الأرض السورية، بعدما بات واضحاً أن قصر اليمامة أخذ بتأكيدات طهران حول حدود البرنامج النووي، دون أن تكون هناك أي رغبة في احداث أي اختلال استراتيجي على ضفتي الخليج، كما أن مهمة الترسانة الصاروخية هي حصراً التصدي لأي اعتداء «إسرائيلي» أو أمريكي”.
وفي الوقت نفسه، يرى المحللون بأنه “لا شك في أن الحصار الاقتصادي يضغط بقوة على السلطة في سوريا. وهي السلطة التي باتت تحتاج الى خطوات عملانية لمعالجة الأخطاء والثغرات، التي فتحت الباب أمام انفجار عام 2011. وما يمكن تأكيده أن سوريا تتجه نحو مرحلة جديدة، لا الموقف التركي ولا الموقف القطري سيبقيان على ما هو عليه. المنطقة تتغير، ويفترض بالقوى كافة أن تدرك ذلك”.
وإذا كان معلوماً أن من يمسكون بالعملية الديبلوماسية في دمشق أثبتوا كفاءاتهم حيال سلسلة طويلة من الاختبارات الصعبة، يبدو أن هناك من يريد للإعلام، كأداة بالغة الحيوية، ألاّ يتفاعل مع الوقائع الجديدة، وفق ما قاله المحللين.
وأضاف المحللون، أن “على طاولة الرئيس السوري بشار الأسد خيارات عدة لإعادة النظر في طريقة التعاطي مع ملفات محورية. مَن انتصر على قتلة الخارج بإمكانه القضاء على قتلة الداخل”.
شاهد أيضاً : مباحثات روسية – قطرية في عدة قضايا بينها سوريا