المستحيل قد يتحقق.. تعاونٌ محتمل بين سوريا وتركيا في الشمال ؟!
صرح معاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان، أن عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية “سينعكس بشكا جيد على الجميع دولياً”، مشيراً إلى أن الاتفاق السعودي الإيراني ” يساعد في تحقيق انفراجات في الإقليم”.
وفي حوار على هامش اجتماعات الجولة 20 من “مسار أستانا”، اعتبر سوسان أن “الشيء الطبيعي أن تكون الدول العربية كلها مع بعض، وجنباً إلى جنب من أجل مواجهة التحديات التي تواجه العرب أجمعين”، مشيراً إلى وجود “الكثير من الروابط والقواسم والمصالح المشتركة” بين الدول العربية.
وعن المصالحة بين السعودية وإيران، قال سوسان: إن البلدين “دولتان كبيرتان إقليمياً، ولهما وزن كبير ومؤثر، لذلك عندما تكون العلاقات بين الدولتين جيدة فهذا يساعد في تحقيق انفراجات في الإقليم، وبشكل خاص على صعيد حلحلة بعض المشكلات الموجودة في الإقليم”.
وأضاف أن المصالحة بين إيران والسعودية “سيكون لها تأثير بوضع حد للتدخلات الأجنبية في شؤوننا كدول في هذه المنطقة، لأن أقسى ما عانته هذه المنطقة هو التدخلات الخارجية في شؤونها التي لا يهمها أولاً وقبل كل شيء إلا مصالحها، وليس مصالح دول وشعوب المنطقة”، وفق تعبيره.
وعن الكيفية التي ستتعامل بها دمشق مع وجود “قسد” على الأراضي السورية، قال سوسان: إن “هذا يظهر حالة الضياع التي يعيشها هذا التنظيم أو أصحاب هذا المشروع”، مؤكداً أنه “هم من دون الوجود الأمريكي لا يساوون أي شيء، ولا نصيب لهم بالنجاح في سوريا”.
وأكد سوسان أن “هذا الفصيل لا يمثل الأكراد السوريين، الذين هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني السوري، ولكن علينا أن نعلم أن الكثير الكثير من قيادات هذا التنظيم وعقيدته هي غريبة عن سوريا، وأناس أتوا من خارج سوريا من جبال قنديل”.
وقال إن هذا الفصيل “لا يعنون أي شيء للأمريكي، وهم مجرد أداة في مشروعه، وعندما تنتفي هذه الحاجة سيرميهم كما رمى بغيرهم”، مشيراً إلى أن “المثال الأفغاني لا يزال حاضراً في الأذهان”.
تابعونا عبر فيسبوك
وذكر سوسان “نتمنى أن تزول هذه الغشاوة الموجودة على عينيه، وإذا كان هناك بعض الأمور نستطيع من خلال الحوار وتحت سقف الوطن السوري الواحد الموحد أن نصل في حوارنا هذا لأمور تلبي متطلبات الجميع، لكن أن يرتضوا لأنفسهم أن يكونوا أداة للأمريكي من أجل ضرب وحدة سوريا، لا خيار أمامنا إلا مواجهتهم”.
ورداً على سؤال حول ماذا إذا كانت هناك ضغوط أمريكية لإنهاء “مسار أستانا”، قال سوسان: “لا أريد أن أستبق الأمور، أستانا حققت الشيء الكثير على صعيد تقليص مساحة الإرهـ.ـاب في سوريا، من خلال مناطق خفض التصعيد”.
وأضاف أنه “كان يمكن أن تحقق المزيد لو كان الطرف التركي التزم بالتفاهمات التي تم التوصل إليها”، مشيراً إلى أن الحكومة السورية تحترم قرار الحكومة الكازاخية أن تكون هذه الجولة هي الأخيرة في “مسار أستانا” بشأن سوريا في كازاخستان.
وعن إمكانية تحقيق تعاون عسـ.ـكري بين تركيا وسوريا لمواجهة “المشروع الانفصالي” شمال شرقي سوريا، قال سوسان: “كل ما يبدو لنا صعباً أو مستحيلاً يمكن أن يتحقق”، موضحاً أن “هناك متطلبات يجب أن تتوفر، وأولى هذه المتطلبات إقرار تركيا بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية، وفق جدول زمني محدد”.
وأكد نائب وزير خارجية سوريا أنه “عندما يتحقق الانسحاب التركي من الأراضي السورية، ستكون المجالات مشرعة لمختلف أشكال التعاون مع تركيا بما يخدم الأمن الوطني لكلا البلدين”.
شاهد أيضاً : مباحثات روسية – قطرية في عدة قضايا بينها سوريا