بهـدوء.. السلام في سوريا يحتاج حرباً أخيرة!
طبول الحرب تُقرع في الشمال، على أنغام السلام بين دمشق ودول الإقليم، «خطوة مقابل خطوة» لم تعد حبراً على ورق، كل دولة معنية بالملف السوري تعرف دورها، وتنفذ ما هو مطلوب من دون ضجيج.
يقول الكاتب السوري الراحل محمد الماغوط: «كلُ طبخة سياسية في المنطقة، أمريكا تعدّها وروسيا توقد تحتها، وأوروبا تبرّدها وإسرائيل تأكلها والعرب يغسلون الصحون».
لكن يبدو أن العرب هذه المرّة أخذوا المبادرة في «طبخة الحل السوري»، ويصرّون على أنهم سيأكلون ولن يغسلوا الصحون!.
«مبادرة أردنية» للحل في سوريا يتبناها الجميع، تبدأ بحل مشكلة اللاجئين وتنتهي بانسحاب أمريكا وإيران ورفع العقوبات!.
في نص «المبادرة الأردنية» 3 مراحل للحل.. تبدأ بـ«الجانب الإنساني»، ثم «العسكري – الأمني» وصولاً إلى «البعد السياسي – النهائي».
وأهم ما جاء فيها هو المرحلة النهائية: حيث تنتهي المبادرة بخروج إيران والقوات المدعومة منها من سوريا، مقابل انسحاب القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من سوريا، بما في ذلك مناطق شمال شرقي سوريا وقاعدة «التنف» الأمريكية.
يضاف إلى ذلك «رفع العقوبات وتمويل المانحين لإعمار سوريا»، ويكون ختامها «إعادة الاندماج السياسي»، باستئناف جميع الدول العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.
أيضاً هناك «خريطة طريق» للتطبيع بين دمشق وأنقرة، ترسم خطوطها أرتال الجيش السوري نحو الشمال، وصواريخ الطائرات الحربية!.
كل طرق الحل تؤدي إلى إنهاء وجود الجماعات المسلحة في سوريا.. «هيئة تحرير الشام».. و«فصائل المعارضة».. و«قسد» ينتظرهم مصير مجهول.
مقاتلو «الجولاني» يُخلون مربعهم الأمني وسط إدلب.. والفصائل الموالية لتركيا في حالة شك متزايدة!.
يقول مصدر سوري معارض لصحيفة الأخبار اللبنانية: «عندما استفسرت فصائل الشمال عن الموقف المطلوب اتخاذه من وصول تعزيزات للجيش السوري لم تتلقّ أي تعليمات تركية جديدة».
التعليمات التركية اقتصرت على ضرورة ضبط الأمن الداخلي، ومنع أي محاولات لزعزعة الاستقرار في مناطق الفصائل!.
تابعونا عبر فيسبوك
ماذا عن «قسد» ؟
رئيس دائرة العلاقات الخارجية في «الإدارة الذاتية» بدران جيا كرد، قال لصحيفة «الشرق الأوسط»: «إن مسار التقارب السوري – التركي دخل مرحلة جديدة خطيرة، كونه يشمل تفعيل الجوانب العسكرية والأمنية والاستخباراتية بين أنقرة ودمشق».
معاون وزير الخارجية السوري أيمن سوسان قال مؤخراً إن «قسد هي مجرد أداة لأمريكا» وأنه مع خيار «الوحدات الكردية» البقاء في الصف الأمريكي فـلا خيار أمام دمشق إلا «المواجهة».. وهذا ما تريده تركيا بالضبط!.
إذن.. وبترتيب «إقليمي – سوري» لا بدّ من حرب أخيرة لتنظيف الشمال السوري – شرقاً وغرباً – من أي وجود مسلح.. اللهم إلا من يقبل الاستسلام ويوفر دماءً ودمار.
شاهد أيضاً: “س- س”.. بُعثت من جديد !