ارتفاع درجات الحرارة يفاقم أزمة المياه في الحسكة.. «الوضع بات مأساوي» ؟!
مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة في محافظة الحسكة واستمرار جريمة قطع مياه محطة علوك عن الأهالي بشكل شبه متواصل منذ ما يقارب العام، وبشكل متواصل منذ الشهر، من قبل القوات التركية، تفاقمت الأوضاع الإنسانية في مدينة الحسكة ومحيطها والريف الغربي، حيث لا مورد مياه لهم سوى هذه المحطة التي تسيطر عليها قوات الاحتلال التركي منذ صيف 2019.
تابعونا عبر الفيسبوك
وفي ظل عدم وجود حلول جذرية لمشكلة مستمرة منذ أربع سنوات يجد أكثر من مليون مواطن أنفسهم عرضة للأمراض، ونقص كبير في المياه الصالحة للشرب، في ظل تجاهل أممي ودولي لما يحدث في المحافظة من جريمة حرب موصوفة تنص عليها الأعراف والمواثيق الدولية لمحتل يمارس العقاب الجماعي تجاه أهالي محافظة كاملة عبر قطع مصدر المياه الوحيد لهم .
وبحسب ما كشف مدير مؤسسة المياه المهندس محمود العكلة لـ”كيو ستريت” فإن أسباب قطع القوات التركية لمياه علوك وتوقف المحطة عن العمل يعود إلى التعديات التي يقوم المرتزقة المنتشرون في الريف الشرقي من مدينة رأس العين على الشبكة الكهربائية المغذية لها، وحدوث فصل كهربائي مستمر حيث يقوم هؤلاء المرتزقة بسرقة الكهرباء من أجل تشغيل محركاتهم الزراعية لسقاية القطن والخضار في المنطقة.
ولفت العكلة إلى أن القوات التركية لا تزال يمنع ورشات التشغيل والصيانة التابعة للمؤسسة، من الدخول إلى المحطة وإجراء الصيانة اللازمة لآبارها ومضخاتها وتجهيزاتها الميكانيكية والكهربائية وتشغيلها بشكل منتظم، موضحاً أن “المؤسسة وبالتعاون مع الجهات الخدمية والمنظمات الإنسانية تعمل على توفير احتياجات الأهالي من مياه الشرب عبر خزانات كبيرة منتشرة ضمن المدينة والأحياء إضافة إلى تشغيل نحو 15 محطة تحلية مياه” ولكن تبقى ما تؤمنه المحطات والخزانات من مياه لا يكفي في ظل الحاجة الكبيرة للمياه نتيجة دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة .
العلكة أشار إلى جهود إضافية يُعمل عليها حالياً للتخفيف من آثار قطع المياه، منها سعي الجمعيات الخيرية غير الحكومية للتدخل.
وفي هذا الصدد كشف مدير الشؤون الاجتماعية والعمل إبراهيم خلف لـ”كيو ستريت” عن عقد اجتماعات في مدينتي الحسكة والقامشلي لتنسيق الجهود الأهلية للقيام بمبادرة ضمن الاستجابات الطارئة لتأمين مياه شرب نظيفة ومعقمة عن طريق الصهاريج موثوقة المصدر لأحياء وسط المدينة والمناطق الأكثر احتياجاً في المدينة، وضمن خطة عمل مدروسة وبإشراف لجنة مركزية من المحافظة بهدف المبادرة إلى تخفيف معاناة الأهالي في الأحياء التي تعاني من صعوبة وصول صهاريج المياه.
وأمام الحاجة المتزايدة للمياه أصبح الأهالي عرضة للاستغلال من قبل أصحاب الصهاريج الخاصة التي تقوم بتأمين المياه عبر المناهل المنتشرة في محيطة المدينة ليرفعوا سعر تعبئة الخزانات بشكل شبه يومي دون أي تدخل رقابي لتحديد أسعار مبيع المياه ومخالفة من يقوم بالاستغلال.
ويقول الحاج أبو خالد من أهالي مركز مدينة الحسكة، “إن تأمين حاجة العائلة من مياه الشرب في مدينة الحسكة أصبح في غاية الصعوبة من الجانبين المالي والقدرة على تأمين الصهريج”.
فأسعار تعبئة كمية 5 براميل مياه ، يضيف أبو خالد، ارتفعت لتتراوح ما بين 20 -30 ألف ليرة سورية تبعاً للحي والمنطقة، وهي كمية قد لا تكفي 3 أيام في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، بمعنى أن الأسرة تحتاج إلى مبلغ يقارب 200 ألف ليرة سورية لتأمين مياه الشرب خلال شهر، وهو مبلغ يرهق الكاهل في ظل الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها أبناء سورية، مضيفاً “الوضع أصبح مأساوي”.
ويتابع الحاج أبو خالد، “مشكلة التكلفة المالية ليست الوحيدة لتأمين المياه ففي ظل الضغط الكبير من الأهالي على تأمين المياه عبر الصهاريج أصبح من الصعوبة تأمين أحدها وقد ينتظر من يحتاج عدة أيام وقد يبحث عن “واسطة ” من معارف صاحب الصهريج عله يحظى ببعض البراميل التي لا تكفيه إلا عدة أيام”.
الحاج أبو خالد ضم صوته إلى أصوات الكثير من الأهالي بضرورة البحث عن حلول جذرية للمشكلة التي مضى عليها أربع سنوات، من خلال إقامة مشروع مياه جديد يغذي مدينة الحسكة، ونسيان محطة علوك في الوقت الراهن، متسائلاً “ماذا يتوقع الأهالي من المحتل التركي ؟ لو يستطيع لأحتل المنطقة برمتها وهجر أهلها”.
ويبقى الخوف الأكبر يتمثل في الجانب الصحي والخشية من انتشار الأوبئة والأمراض في ظل قلة المياه، لاسيما الكوليرا، حيث أن غالبية الصهاريج الخاصة لا تراعي الجوانب الصحية في تعبئة المياه من المناهل، إضافة إلى قيام بعض ضعاف النفوس بتعبئة المياه من مصادر مجهولة، ما زاد من انتشار أمراض الإقياء والإسهال التي تراجع المراكز الصحية في مدينة الحسكة بشكل يومي بحسب مصادر من مديرية الصحة .
يشار إلى أن القوات التركية احتلت مدينة رأس العين التي تقع شمال غرب محافظة الحسكة عام 2019 بحجة محاربة “قسد” والتي يوجد فيها مشروع مياه علوك، ومنذ ذلك الحين وأهالي مدينة الحسكة يعانون من مشكلة عدم توفر المياه.
شاهد أيضاً عجلة السياحة في سوريا تتحرّك.. فهل تتحرّك عجلة الاقتصاد ؟!