صفقة أمريكية- تركية قد تطيح بـ”قسد”.. ما هي أهم التفاصيل ؟!
قمة “الناتو” الأخيرة والتي جرت في مدينة “فيلنيوس”، شكّلت فرصة أخيرة لتظهر أنقرة “أحقية” موقفها تجاه “الإرهاب” والذي يمثله بالنسبة لها “حزب العمال الكردستاني” ممثلاً بـ”قسد” المنتشرة على الأراضي السورية، مع تراجع الاهتمام الدولي لما يجري في سوريا، على خلفية الحرب الأوكرانية المستمرة منذ شباط عام 2022.
العلاقات التركية – الأمريكية عرفت منذ محاولة الانقلاب التركي على أردوغان عام 2016 توتّرات متعدّدة، أبرزها في خريف 2019، حين تمكّنت واشنطن من “لَجم اندفاعة الجيش التركي وتهديده باجتياح منطقة شرق الفرات”، لكنها سمحت له بـ”احتلال شريط طويل يبدأ من تل أبيض، وصولاً إلى رأس العين بعمق 30 كيلومتراً”، كانت تنتشر فيه “قسد”.
الخلاف التركي – الأميركي شكّل حافزاً رئيساً لتقارب أنقرة مع موسكو، وكذلك لنشوء “منصة أستانا” (تركيا، روسيا وإيران).
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية التركية، بدا واضحاً أن الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، يريد هزم أردوغان، وهو ما لم يتحقّق له.
وفي وقت كان يُتوقّع فيه أن تبادر أمريكا، بعد هذه الخيبة، إلى المصالحة مع تركيا، تمثّلت المفاجأة الكبيرة في سلسلة المواقف التي أطلقها الرئيس التركي، في مطلع تموز الماضي، وفي مقدّمها دعمه انضمام أوكرانيا إلى “الناتو”، والموافقة على عضوية السويد في الحلف، فضلاً عن تسليمه خمسة من قادة “كتيبة آزوف” الأوكرانية إلى كييف، وموافقته على افتتاح مصنع للمسيّرات التركية على الأراضي الأوكرانية.
تابعونا عبر فيسبوك
ويكاد يجمع المراقبون على أن “قمّة فيلنيوس” مثّلت محطّة فاصلة في مغادرة تركيا موقعها “الوسطي”، لتصبح أكثر تماهياً مع السياسات الأطلسية، ولا سيما الأميركية. ومع أن الصفقة التي يمكن أن تكون قد أُبرمت بين أنقرة وواشنطن ليست واضحة، ولا تزال تنتظر ترجمتها، إلّا أن الأنظار اتجهت إلى احتمال تراجع الولايات المتحدة عن رفض تحديث وبيع طائرات من طراز “إف-16” إلى تركيا.
غير أن ما كشفته صحيفة “يني شفق”، أول من أمس، يثير الانتباه ويسلّط الضوء على احتمال حصول تطوّرات في الشمال السوري في هذا السياق.
وقد ظهر التحرّك في اتّجاه التسخين في سوريا، في أكثر من مؤشّر، منها غارات الطائرات الروسية على مواقع لـ”المجموعات المسلحة” في محيط إدلب، ووقوع اشتباكات بين الجيش السوري وتلك المجموعات في أكثر من نقطة على خط المواجهة، واقتراب الطائرات الروسية والأميركية بعضها من بعض في السماء السورية، فضلاً عن تكرار القصف “الإسرائيلي” شبه اليومي لدمشق ومحيطها.
كذلك، لا يمكن فصْل إرسال الولايات المتحدة ثلاثة آلاف جندي إلى منطقة الخليج، عن ضغوط واشنطن على طهران في سوريا، فيما بات معلوماً قيام الولايات المتحدة بتشكيل جيش من القبائل العربية في شرق الفرات يقارب عديده الـ 2500 عنصر، بهدف نشره في مناطق دير الزور، والمناطق الحدودية بين سوريا والعراق، وقطع خطّ الإمداد والتواصل الذي يستفيد منه “محور المقاومة” بين البلدَين.
على أن هذه المساعي حظيت أيضاً بتفسير موازٍ، عنوانه أن واشنطن تريد تقليص حضور المقاتلين “الأكراد” في إطار الاتفاق المفترض بينها وبين أنقرة، وهو ما أنبأت به كذلك موافقة “الناتو” على إنشاء “مركز تنسيق لمكافحة الإرهاب”، والتعهّد بدعم تركيا في “مواجهة الإرهاب”، للمرّة الأولى في تاريخ الحلف، بعدما خاطب إردوغان، زعماء “الناتو”، مطالباً إيّاهم بالتخلّي عن دعم “العمال الكردستاني”.
الخطّة الجديدة تتضمّن سحب “المسلّحين الأكراد” من دير الزور وتل رفعت ومنبج إلى قلب شرق الفرات، وإحلال قوات من الجيش الوطني “الجيش السوري الحر” محلّهم، في مواجهة الجيش السوري.
وبحسب مراقبين، الخطّة تحظى بدعم الدول الخليجية، ومن أهدافها “قطْع طريق إيران إلى سوريا عبر الأردن”، معتبرين أن نتائج اتفاق فيلنيوس بين أنقرة وواشنطن بدأت تظهر، وربّما يكون التباطؤ في تسريع التطبيع بين دول الخليج وإيران أحد مؤشراتها.
وتنقل الصحيفة عن قادة في “الجيش السوري الحر”، قولهم إنهم “سيكونون حيث يكون الجيش التركي. ويمكن حتى فتح طريق حلب، وإعادة ثلاثة ملايين لاجئ اضطرّوا إلى النزوح عن المدينة، من أصل خمسة ملايين”.
ووفق مصادر “الجيش الحر”، فإنّ قادته “أبلغوا الأمريكيين أن تركيا وليس (حزب العمال الكردستاني) يجب أن تكون المخاطِب للأمريكيين، وأنهم أبلغوا واشنطن أنه لا يمكن الوثوق بـ(قسد).
شاهد أيضاً : بعد يوم من هجوم الميادين.. إحباط تسلل لمسلحي “النـ.ـصرة” في ريف اللاذقية