“على وقع التدخل العسكري” في النيجر.. دول “الإيكواس” تعيش حالة من الانقسام ؟!
مع تصاعد الحديث عن عمل عسكري محتمل لمجموعة “إيكواس”، أكد مؤيدو الانقلاب في النيجر دعمهم للمجلس العسكري الجديد، والذي أطاح بالرئيس “محمد بازوم”، في سابع انقلاب في منطقة غرب ووسط إفريقيا في ثلاث سنوات.
ففي الوقت الذي اتخذت فيه المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، خطوات نحو تدخل عسكري محتمل لـ”استعادة الحكم المدني”، شارك مئات المؤيدين للانقلاب في النيجر في احتجاج أمام قاعدة للجيش الفرنسي في العاصمة نيامي يوم الجمعة.
وساد الهدوء احتجاج يوم الجمعة لكن الرسالة كانت واضحة؛ فأحد المحتجين حمل لافتة تقول: “تحيا روسيا”. وحملت لافتة أخرى عبارة: “تسقط فرنسا…. تسقط إيكواس”.
ومنذ انقلاب 26 تموز الماضي، خرج عدد من سكان النيجر في تجمعات نظمها المجلس العسكري لإظهار الدعم للجنرالات، وانتقد المحتجون القوى الغربية وأشادوا بروسيا، في تكرار لردود الفعل التي أعقبت الانقلابين الأخيرين في مالي وبوركينا فاسو بين عامي 2020 و2022.
وبدأت دول غرب إفريقيا الإعداد لتشكيل قوة من أجل إجراء محتمل للتصدي للانقلاب ومن المقرر أن يجتمع قادة الجيوش الإقليمية في الأيام المقبلة. ولم يتضح بعد حجم القوة المحتمل ولا الفترة التي يمكن أن يستغرقها حشدها ولا ما إذا كانت ستتدخل بالفعل.
تابعونا عبر فيسبوك
وقالت “إيكواس”: إنها لا تزال “تأمل في التوصل إلى حل سلمي لأزمة النيجر”، لكن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة.
وقال محللون أمنيون إن تشكيل قوة “إيكواس” قد يستغرق أسابيع أو أكثر، مما قد يترك مجالاً للمفاوضات.
وساحل العاج هي الدولة الوحيدة حتى الآن التي حددت عدد القوات التي سترسلها. ووعد رئيسها الحسن واتارا يوم الخميس بأن تشارك بلاده في القوة الاحتياطية بكتيبة قوامها 850 جندياً.
وتعهدت بنين وسيراليون يوم الجمعة بإرسال قوات لكن دون تحديد عددها. وقالت السنغال الأسبوع الماضي إنها ستساهم بقوات إذا حدث تدخل. وامتنع معظم دول “إيكواس” الأخرى عن التعليق حتى الآن، بما في ذلك نيجيريا ذات الثقل الإقليمي.
وأبلغت غامبيا وليبيريا رويترز يوم الجمعة بأنهما لم تتخذا بعد قرارا بإرسال قوات.
قالت الحكومتان العسكريتان في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين، وهما عضوان في “إيكواس”، إنهما ستدافعان عن المجلس العسكري في النيجر.
وتضم المجموعة في صفوفها 15 دولة، 8 منها فرنكفونية و5 أنغلوفونية إضافة إلى دولتين تستخدمان اللغة البرتغالية.
ولم يرد قادة الانقلاب بعد على قرار “إيكواس”، إلا أنهم رفضوا دعوات متكررة للحوار من المجتمع الدولي وعينوا حكومة جديدة قبل ساعات من قمة “إيكواس” الخميس.
وأيدت حركة سياسية داخلية تعارض الانقلاب تدخل “إيكواس” عسكرياً وعرضت يوم الجمعة، مساعدتها. وقالت فرنسا إنها تؤيد تماماً كل نتائج قمة “إيكواس”، لكنها لم تحدد أي دعم ملموس يمكن أن تقدمه لأي تدخل محتمل.
فيما قالت وزارة الخارجية الروسية إنها تدعم جهود “إيكواس” للوساطة، لكنها حذرت من أي تدخل عسكري، مضيفة: “نعتقد أن أي محاولة عسكرية لحل الأزمة في النيجر قد تؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد في هذا البلد الإفريقي، فضلا عن زعزعة شديدة للاستقرار في منطقة الصحراء والساحل”.
بينما قال الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة إن قلقهم يتزايد إزاء ظروف “احتجاز بازوم”.
شاهد أيضاً : الصين تلقي القبض على جاسـ.ـوس أمريكي.. حـ.ـرب الجاسوسية تتصاعد ؟!