75 % من الأراضي الإسبانية مهدّدة بالتصحر لعدة أسباب ؟!
أصبحت بحيرة سانتا أولالا الشاطئية أرضاً بيضاء متصدعة بعدما كانت تضم حياة مائية وفيرة وتستقطب مستعمرات كبيرة من الطيور المهاجرة في متنزه دونيانا الوطني في جنوب إسبانيا.
وجفت هذه البحيرة بصورة كاملة للعام الثاني على التوالي، بسبب التأثيرات الناجمة عن التغير المناخي، وبسبب الزراعة المكثفة والسياحة المفرطة في المنطقة، في وقت كانت سانتا أولالا البحيرة الوحيدة التي تبقى مغمورة بالمياه، حتى خلال فصول الصيف الحارة التي كان جنوب إسبانيا يشهدها.
واستحال متنزه دونيانا الأندلسي المدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، رمزاً لشح المياه في إسبانيا، التي تواجه 75% من أراضيها راهنا مناخا قد يؤدي إلى التصحر.
تابعنا عبر فيسبوك
وقالت الباحثة في محطة دونيانا البيولوجية كارمن دياس بانياجوا: “إنّ الأعوام الأخيرة طالها جفاف حاد، وهو وضع شائع في منطقة تتميز بمناخ البحر الأبيض المتوسط”.
وخلال الأعوام الأخيرة، يتقلص سطح البحيرة التي تصل أعلى مستوياتها في الظروف العادية إلى أكثر من 45 هكتاراً، في حين لم يسبق للمحطة البيولوجية أن لاحظت جفافاً تاماً يطولها على صيفين متتاليين.
وأضافت أنّه “لا ينبغي التفكير في أن ما يحصل هو مجرد مسألة طبيعية ناجمة عن التغير المناخي وأنه من غير الممكن تجنبها، ونستطيع تفاديها”.
وتواصل الجمعيات البيئية تنديدها بالسياسات الزراعية المعتمدة في إسبانيا خلال الأعوام الأخيرة، التي تلقى انتقادات من جانب المفوضية الأوروبية أيضاً.
وحذرت اليونسكو من أنّ مشروع القانون المرتبط بالري الذي عرضته أخيراً الحكومة الإسبانية قد يتسبب في إزالة المتنزه من قائمتها للتراث العالمي.
وفي 2014، أصدرت سلطات المنطقة التي كان يقودها الاشتراكيون آنذاك، قانوناً يجعل من الممكن معاودة زراعة الفراولة في تسعة آلاف هكتار من الأراضي، بعدما كانت شهدت هذه الزراعة أعواماً من الازدهار الفوضوي، لكن اليمينيين يؤكدون أنّ “مئات المزارعين قد استبعدوا”.
شاهد أيضاً مسؤول ألماني يتمجد بزمن بوتين!