عملية التخلص من الدولار حتمية.. بوتين يكشف أهداف بريكس ؟!
أطل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في منتدى أعمال مجموعة “بريكس” المنعقدة في العاصمة الجنوب إفريقية جوهانسبورغ عبر تقنية الفيديو، موجهاً رسالة إلى الحاضرين في القمة، تناول فيها أهم المواضيع وقضايا الساعة خلال كلمته.
وأكد بوتين أن دول “بريكس” اليوم يتعين عليها حل المشاكل المعقدة، مشيراً إلى ضمان التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد الوباء، وتحسين رفاهية المواطنين، وتحديث الصناعة، وبناء سلاسل نقل ولوجستيات تتسم بالكفاءة، وتحفيز النقل العادل للتكنولوجيا.
وقال الرئيس الروسي: “يجب حل كل هذه المهام الصعبة والمعقدة على خلفية التقلبات متزايدة التعمق في أسواق الأسهم والعملة والطاقة والمواد الغذائية، وفي ظل ظروف ضغوط تضخمية كبيرة، ناجمة، من بين أمور أخرى، عن التصرفات غير المسؤولة من جانب حكومات عدد من البلدان لتنفيذ انبعاثات واسعة النطاق لتخفيف تكاليف الوباء، الذي يؤدي إلى تراكم الديون الخاصة والعامة”.
وشدد بوتين على أن أعضاء “بريكس” يتعاونون على مبادئ المساواة ودعم الشراكة. وأضاف أنه خلال العقد الماضي، زادت الاستثمارات المتبادلة لدول المجموعة ستة أضعاف. وقال الرئيس إن استثماراتها في الاقتصاد العالمي ككل تضاعفت، ووصل إجمالي صادراتها إلى 20% من الرقم العالمي.
تابعونا عبر فيسبوك
وفي المقابل، تجاوز حجم التجارة الروسية مع دول “بريكس” 230 مليار دولار. وأشار الرئيس إلى أنه في الوقت نفسه، وفي ظل الظروف الحالية، ستعمل موسكو على إعادة توجيه تدفقات النقل والخدمات اللوجستية نحو شركاء موثوقين، بما في ذلك دول “بريكس”.
كما أكد أنه من المنطقي أن تكون إحدى أولويات التعاون بين “الخمسة” (روسيا، الصين، الهند، جنوب إفريقيا، البرازيل) ككل، هي تعزيز الترابط وإنشاء طرق نقل مستدامة جديدة. ومن بين المشاريع الروسية الرائدة، أشار بوتين إلى الطريق البحري الشمالي وممر النقل الدولي الجديد بين الشمال والجنوب.
وشدد الرئيس على أن “هذين الطريقين مصممان لتوفير أقصر المسارات التجارية وأكثرها مثالية من الناحية الاقتصادية لربط المراكز الصناعية والزراعية والطاقة الكبيرة بالأسواق الاستهلاكية”.
ووصف الرئيس الروسي عملية التخلص من الدولار الأمريكي في العلاقات الاقتصادية بين دول “بريكس” بأنها حتمية ولا رجعة فيها.
وقال إن “العملية الموضوعية التي لا رجعة فيها لإلغاء الاعتماد على الدولار في علاقاتنا الاقتصادية تكتسب زخماً، ويتم بذل الجهود لتطوير آليات فعالة للتسويات المتبادلة والرقابة النقدية والمالية”.
ووفقاً للرئيس، فإن حصة العملة الأمريكية في عمليات التصدير والاستيراد بين أعضاء المجموعة آخذة في الانخفاض بشكل مطرد وبلغت العام الماضي 28.7% فقط.
وفي معرض حديثه عن صفقة الحبوب، قال بوتين في خطابه أمام المشاركين في منتدى أعمال “بريكس”، إنه لم يتم تنفيذ أي من شروط ما يسمى بصفقة الحبوب فيما يتعلق برفع العقوبات عن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
وقال الرئيس الروسي: “لقد تم ببساطة تجاهل الالتزامات تجاه روسيا في هذا الصدد. حتى أنهم منعونا من نقل الأسمدة المعدنية المحتجزة في الموانئ الأوروبية مجاناً، على الرغم من أن ذلك كان عملاً إنسانياً بحتاً، ولا ينبغي أن نخضع لأي عقوبات من حيث المبدأ”.
وتستضيف مدينة جوهانسبورغ في جنوب إفريقيا، قمة مجموعة “بريكس” التي انطلقت اليوم الثلاثاء 22 آب وتستمر حتى 24 منه، تحت رئاسة جنوب إفريقيا نفسها، وبحضور ما لا يقل عن 50 دولة.
ويزداد الاهتمام بالمجموعة التي بدأت بأربع دول عام 2009 (روسيا، البرازيل، الصين، الهند)، وتوسعت العام التالي مع انضمام جنوب أفريقيا.
وقبيل القمة، أعربت 40 دولة على الأقل عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة بما فيها إيران والسعودية وبنغلادش والأرجنتين، بحسب مسؤولين، وستطرح جنوب أفريقيا على قادة بلدان “بريكس” مقترحاً لتوسيع العضوية، فيما يتوقع صدور قرار بهذا الشأن في ختام القمة.
شاهد أيضاً : 3 شروط روسية للقبول بالحل الدبلوماسي مع أوكرانيا ؟!