الفشل يهدد أوكرانيا.. الغرب يفكر جدياً بوقف الدعم العسكري ؟!
على وقع الأخبار الكثيرة حول فشل أوكرانيا في هجومها المضاد الذي أعلنته منذ أشهر، يبدو أن نهر الدعم العسكري الغربي بات مهدداً بالنضوب، ويجعل كييف في حالة النزع الأخير في حربها مع روسيا.
وتقول صحيفة “ذا ناشيونال إنترست” الأمريكية، إن الخطاب الحالي حول الصراع الأوكراني يركز على مآثر البطولة أو عدالة القضية وبدرجة أقل على المسائل العملية المتعلقة بالذخائر، وقدرات الإنتاج، وقضايا القوى العاملة بشكل عام.
إلا أن عناصر ثلاثة تُعد هي العملة المستخدمة في ذلك الصراع، ممثلة في الذخائر والأسلحة والقوى البشرية، والتي نفدت لقوى الكتلة الغربية؛ ففقد قصفت الطائرات بدون طيار والمدفعية والضربات الجوية الروسية القاعدة الصناعية في أوكرانيا، مما كبد الغرب تكلفة اقتصادية فلكية، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وكان الكونغرس وافق على ما يقدر بنحو 113 مليار دولار كمساعدات دفاعية ومالية لأوكرانيا منذ شباط 2022، أي أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي السنوي لأوكرانيا.
تلك “الحقيقة” باتت الولايات المتحدة و”الناتو” يدركانها بشكل مؤلم كل يوم، مع استنفاد مستودعات الأسلحة الغربية على نحو متزايد، وعدم وجود قدرة صناعية قائمة لتجديد المخزونات، إضافة إلى الاستمرار في تسليح أوكرانيا، وفقاً للصحيفة.
تابعونا عبر فيسبوك
وتقول “ذا ناشيونال إنترست”، إن إحدى السمات المميزة “للحرب” الحالية هي الاعتماد الساحق على وابل المدفعية واحتياطيات المشاة الضخمة، إلا أن الغرب كان غير مستعد، فشن حرب استنزاف بالوكالة في ظل عدم وجود قاعدة صناعية للقيام بذلك.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن اعترف علناً بأن الجيش يرسل ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا؛ لأنه لا يستطيع توفير كمية قذائف المدفعية التي تحتاجها أوكرانيا.
وأشارت تسريبات البنتاغون في وقت سابق من هذا العام إلى أن الولايات المتحدة ضغطت على كوريا الجنوبية لإرسال 330 ألف قذيفة 155 ملم إلى أوكرانيا، عبر بولندا على الأرجح، فيما تفيد تقارير بأن هناك تقارير تفيد بأن كوريا الجنوبية أقرضت الولايات المتحدة نصف مليون قذيفة 155 ملم.
ويقدر تقرير حديث صادر عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) أن روسيا أطلقت 12 مليون قذيفة مدفعية في عام 2022، متوقعاً إطلاق الجيش الروسي، سبعة ملايين قذيفة مدفعية في عام 2023، ما يشير إلى أن “مخزونات الحقبة السوفييتية آخذة في التضاؤل”.
إلا أنه رغم ذلك، فإن التقرير يشير إلى أن روسيا تنتج 2.5 مليون قذيفة سنوياً، بالإضافة إلى واردات الذخائر من كوريا الشمالية وإيران، في تناقض صارخ مع أمريكا، التي قال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في كانون الثاني الماضي، أن الولايات المتحدة لا يمكنها إنتاج سوى 93 ألف قذيفة 155 ملم سنوياً، تذهب جميعها إلى التدريبات.
وبحسب التقرير، فإنه إذا نجح الجيش في تحقيق جدول إنتاج متسارع، فسوف ينتج 240 ألف قذيفة سنوياً، أي أقل من 10% من الإنتاج الحالي لروسيا، ستطلق منها المدفعية الأوكرانية 8000 طلقة يومياً، مما يستهلك شهراً كاملاً من إنتاج الذخائر الأمريكي الحالي.
وحتى لو حقق البنتاغون هدفه المعلن المتمثل في تصنيع 90 ألف قذيفة شهرياً بحلول السنة المالية 2025، فإنه لا يزال يمثل نصف مستوى الإنتاج الحالي لروسيا فقط.
أما الدول الأعضاء الأخرى في “الناتو” فهي في وضع أسوأ؛ ففي حزيران الماضي، اكتشف الجيش الألماني أنه لم يتبق في ترسانته بأكملها سوى 20 ألف قذيفة عيار 155 ملم. ولا تستطيع المملكة المتحدة إنتاج براميل مدافع من العيار الثقيل للدبابات والمدفعية.
وتقول “ذا ناشيونال إنترست”، إن الرأي العام الغربي ليس على دراية كافية بطبيعة الصراع في أوكرانيا، مشيرة إلى أن التحليل العاطفي يطغى على مناقشة الوضع الاستراتيجي الأوسع؛ فقد تبدو عبارة “لا شيء فوق قدرتنا” جيدة، لكن باعتبارها استراتيجية حربية دون تنفيذ.
وحذرت الصحيفة الأمريكية، من أن الحقائق على الأرض لن تسمح للولايات المتحدة بالسعي لتحقيق أي هدف دون أن تتحمل هي أو حلفاؤها تكاليف باهظة.
وأشارت إلى أن فرصة التوصل إلى تسوية مواتية لأوكرانيا تتضاءل بسبب التأخر في التسلح وتعبئة القوى العاملة، مؤكدة أن مساعدات أوكرانيا وصلت إلى ذروتها، ولن يكون لها مثيل في الأشهر والسنوات اللاحقة.
وحذرت من أنه إذا استمرت الأحداث على ما هي عليه فمن المرجح أن يتدهور موقف أوكرانيا، مشيرة إلى أن الاختلالات الهيكلية التي تسود الصراع لن تتحسن مع شحنات متفرقة من الأسلحة والمعدات.
شاهد أيضاً : بوتين يعلق على تحطـ.ـم طائرة قائد “فاغنر” ؟!