أمريكا تثير غضب فرنسا !
ذكرت صحيفة “إزفيستيا” الروسية أنّ الولايات المتحدة الأمريكية رفضت وصف التطورات التي طرأت على المشهد السياسي في نيامي بالانقلاب العسكري على عكس حلفائها الأوروبيين، على أمل فض الصراع بطريقة دبلوماسية.
وقالت الصحيفة الروسية إنّ السياسة الناعمة التي تتبعها واشنطن واضح أنها تعارض التدخل العسكري في النيجر، وهو الموقف الذي يثير غضب باريس.
تابعنا عبر فيسبوك
وجاء في التقرير، أنّه رداً على الإشاعات التي تتحدث عن أنّ استيلاء الجيش على السلطة في النيجر سيجبر جميع القوات الأجنبية على مغادرة البلاد، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بات رايدر “في الوقت الحالي، لا أتلقى أي طلبات بسحب القوات الأمريكية من البلاد، لم يتغير ترتيب قواتنا، نحن نركز على حماية قواتنا والتعاون مع الجيش النيجري في القواعد الموجودة هناك للحفاظ على عملها”.
ووفقاً للصحيفة الروسية، إنّ واشنطن تمتنع عن توجيه انتقادات حادة إلى السلطات الجديدة في نيامي بسبب نشرها لنحو 1100 جندي في النيجر، وتمتعها بإمكانية الوصول إلى كل من القاعدة الجوية رقم 201 قرب مدينة أغاديس في حدود الصحراء الكبرى، والقاعدة الجوية 101 بالقرب من النيجر.
وأوضحت “إزفيستيا” أنّ هذا الموقف يتعارض مع سياسة الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس” التي كشفت عن استعدادها لإرسال قوات إلى النيجر بدعم فرنسي.
ونقلت إزفيستيا” عن صحيفة “لو كانارأونشينيه” الفرنسية الشهيرة أنّ مصادر في دوائر السياسة الخارجية الفرنسية والجيش ترى أن موقف واشنطن تجاه ما يحدث في النيجر يشكل مصدر إزعاج لباريس.
وأكّدت الصحيفة الروسية أنّ الانقلاب في النيجر يخلق توترات جديدة بين فرنسا والولايات المتحدة، مبرزةً أن المسؤولين الفرنسيين يؤيدون أيضاً التسوية السلمية، لكنهم غير راضين عن نهج واشنطن.
من جانبه، قال الباحث البارز في معهد أوروبا التابع لأكاديمية العلوم الروسية سيرغي فيدوروف لإزفيستيا إن الأمريكيين مهتمون في المقام الأول بالحفاظ على قواعدهم العسكرية، حيث توجد مسيّرات تتولى مراقبة منطقة الساحل.
وأشار الباحث الروسي إلى توجه فيكتوريا نولاند، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية، إلى النيجر، وأوضح أنه على الرغم من أن المفاوضات لم تؤد إلى أي شيء، فإن وصول مثل هذا السياسية رفيعة المستوى مهم للغاية.
ويرى فيدوروف أن فرنسا مجبرة على الاعتراف بضعف نفوذها وطردها من النيجر وغيرها لكنها لا تستطيع فعل أي شيء من دون الدعم الأمريكي، ويبقى أملها الوحيد في تنظيم نوع من التحالف الإفريقي من الدول المجاورة بهدف إيجاد حل عسكري للصراع.
ويعتقد فيدوروف أنّ جميع محاولات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لجعل أوروبا مستقلة عسكريا وإستراتيجياً عن الولايات المتحدة مجرد تخيلات، لا تمت للواقع بصلة.
ومن جهته، الباحث في معهد الدول الآسيوية والأفريقية بجامعة موسكو الحكومية “نيكولاي شيرباكوف” يرى أنّ فرنسا تؤيد فكرة التدخل العسكري شريطة عودة ذلك بنتائج مثمرة بالنسبة لها، مشيراً إلى أن الوضع حول النيجر أضحى مصدر توتر.
وبحسب شيرباكوف تعتمد النيجر بشكل كبير على المساعدات الخارجية والوضع آخذ في التفاقم بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.
ووفقا للمتحدث نفسه لا تجمع فرنسا والولايات المتحدة شراكة قوية منذ فترة طويلة بسبب اختلاف وجهات النظر بشأن المصالح المشتركة والخاصة.
شاهد أيضاً “الاستعباد الجنسي”.. هكذا تتعامل الفصائل المسلحة مع نساء إدلب ؟!